أعزائي الكسالى والمشتتين، الحالمين بالنجاح دون قدرة على مقاومة جاذبية الفراش، أعزائي أصحاب القلوب المتقدة بالحماسة للتفوق والتميز لكن لا تعرفون سبيلا إليه، يا من تموتون مرارا وتكرار في محاولات فاشلة لضبط أنفسكم دون أي جدوى، لستم فاشلين كما يظن أهلكم ومعارفكم، بينما يقارنوكم بالمنضبطين والناجحين في السوشال ميديا، دعوني أبشركم انتم لستم كسالى ولا ضعافا، أنتم تائهون فحسب! لقد وقعتم في فخ الانضباط وشاركتم في الكاميرا الخفية للتنمية البشرية.

في كتابه الشيء الوحيد the one thing يتحدث غاري كيلر عن مشكلة الانضباط كأسطورة، يقول بأن لا وجود لشيء اسمه الانضباط الذاتي إنه مجرد خدعة، بل توجد قاعدة واحدة وهي التركيز على شيء واحد في وقت محدد، فهذه الخرافة وضعها بائعي التنمية البشرية وعززوها بمفاهيم مضللة أخرى مثل تعدد المهامmultitasking، وتعدد المهارات في وقت واحد والإرادة القوية ، التحفيز الذاتي...الخ، كلها أوهام متسلسلة عن بعضها، فلا يمكن للإنسان أن يكون بهذه المثالية طول الوقت إطلاقا، ومن يسعون وراء هذه الأفكار هم أكثر الناس عرضة للفشل أكثر.

كل من الإرادة والتحفيز والثقة هي عضلات تقوى وتضعف ولا يمكن الاعتماد عليها للاستمرار في بناء وتطوير الذات، لذلك يعتقد غاري أن الحل هو التركيز على بناء عادة أو مهارة واحدة في وقت معين، وترسيخها في حدود 66 يوم، وتسخير كل الوقت الطاقة لإتقانها باستخدام ما لدينا من إرادة وتحفير إن وجد ، والتركيز كليا عليها وحدها طول هذه المدة، وعند التمكن منها يمكن أن ننتقل إلى مهارة أو عادة جديدة، أما أن نحاول ممارسة الكثير من الأشياء ونتعلم الكثير من الأشياء في وقت واحد فهذا غير منطقي وغير مجدي أبدا.

وتعجبني عبارة شهيرة لغاري في في نفس السياق يقول بأن الكسالى ليسوا سيئين، بل هم موجودين في مكان لا يحبونه وعمل لا يعجبهم، أو أنهم يحاولون فعل العديد من الأشياء في وقت واحد.

والآن أخبرنا بموقفك من هذا الرأي هل توافقه أم لا؟ وكيف يصبح الانضباط في حد ذاته عادة في رأيك؟ هل تعتبر نفسك منضبط ، أخبرنا بروتينك ؟