عند سماع كلمة المعرفة ، يصنع عقلنا ارتباطا رئيسىا بينها وبين كل من القراءة والكتابة ، فلولا القراءة والكتابة كيف كان لنا أن نطلع كل كل تلك العلوم والمعارف الإنسانية ، ولولا كل منهما ما كان للحياة أن تتطور وأن نتمكن من التواصل عبر الالاف الأميال، فبدون الكتابة والتدوين ما كان لنا أن نلتقى وما كان للتاريخ أن يحفظ وللعلوم أن تدرس .

ولكن ما لفت نظري حقًا هو رأي الفيلسوف الإغريقي "سقراط" الذي تطرق إليه الكاتب مارت بوكنر

في كتابه " العالم المكتوب" عندما قال بأن سقراط رفض الكتابة والتدوين، فمن وجهة نظر سقراط فإن الكتابة ستقوم بإضعاف الذاكرة، وستقوم بخداع الدراسيين الذين سيظنون أنهم بالقراءة قد حصلوا على المعرفة اللازمة، في حين أنهم لم يحصلوا سوى على المعلومات، في حين أن المعرفة تتطلب وجود حوار وجدار يثير التفكير النقدى، بذلك فقط تتحقق المعرفة لدى سقراط . لكن هل حقًا هذا صحيح؟ هل الكتابة تضر أكثر مما تنفع ونحن بحاجة إلى الذكراة أكثر من الكتابة؟

برأيي لم تنج نظرية سقراط لوقت طويل فقد كان احتياج العالم إلى الكتابة يزداد كل يو ، حتى وصلنا اليوم إلى الوقت الذي أصبحت الكتابة والتدوين ، وصفة أساسية في كل نصائح التعافى النفسي والتطوير الذاتي ، ونستطيع أن نتلمس ذلك من ذلك التنامي الكبير في عالم المدونات على الإنترنت ، ففي عام قام الطالب الأمريكي جاستن هول بإنشاء أول مدونة، والاَن وبعد 28 عاما علي ذلك التاريخ أصبح لدينا ما يقرب من ال600 مليون مدونة، وفقا للتقرير الذى نشره موقع Earthweb  المتخصص في المجال التقنى ومواقع التواصل الإجتماعي .

 وإن تحدثنا من جانب فوائد التدوين على الصعيد الشخصي والمهني، فنحن أمام فوائدة كثيرة، فمثلا التدوين ساعدني في العديد من الأمور مثل تنظيم الوقت، والتخطيط الجيد لشئون حياتنا، كما تساعدنا كتابة اليوميات على تقليل الشعور بالقلق والضغط النفسى، وتساهم بشكل كبير في تنظيم مشاعرنا ، ويذهب البعض إلى التمادي في فوائد التدوين ليؤكد أنها يمكن أن تساهم في رفع معدلات الشفاء الجسدي .

ماذا عنك أنت عزيزى القارىء هل تحرص على التدوين، أم ربما تكون من مؤيدى نظرية سقراط وتؤمن بأن الذاكره هي الأهم .