في مُسلّمات نعيش بها في حياتنا كثيرة، تأتي رواية لا تخبري ماما صادمة لنا، الأب هو مصدر الشرّ لابنته! الطبيعة البشرية برأيي تقول عكس ذلك، لكن لكل قاعدة حالة شاذّة، هذا ما تعلّمناه في مدراسنا، الرواية بموضوعة هذا الشذوذ عن الطبيعة، هل فعلاً الأب، كل الآباء مصدر وبيئة عيش مناسبة فعلاً بالنسبة للأبناء؟ 

لا! قد تبدو هذه الـ لا مُباشرة أكثر من اللازم، لكنّي أحتاجها لأعبّر عن تضامني مع الفكرة، ليس كلّ الأباء هذا الأمان الذي نتحدّث عنه، بحالة توني المُجسّدة روائياً كان كابوساً حقيقياً، سلسلة من الاعتداءات وفي كل مرة يعتدي عليها كان يقول لها تلك الجملة التي حفظتها عن ظهر قلب "لا تخبري ماما"، على أنّها أخبرت العالم كلّه!. 

هُناك مُعضلة علينا أن نفكّر بها، أن نجادل بها ونحاول اكتشاف حل ضروري لأجتثاثها، وهي كيف نحمي الأبناء من ظلم الآباء؟ في ظل مُجتمع يُكرّس لنظام أبوي أسري يسمح فيه لهذا النظام بكلّ الصلاحيات الُممكنة لإدارته من العنف المادّي (الذي قلّ من يتحدث عنه المُهتمين من الناس بالشأن المُجتمعي) الذي تمارسه العائلة، الأب بشكل خاص على الابناء بالنقود من أجل إجبارهم على القيام بأمور لا يرغبون بها، أعرف مثلاً واحدة قد ضيّعت من حياتها 5 سنوات من أجل فرع جامعي هي تمقته، لا بل يسبب لها التعاسة، وقد فعل هذا الأمر بهذه الطريقة، أو بالعنف اللفظي، الذي غالباً إمّا يضرب على معنويات الشاب أو الطفل أو على كرامته الشخصية ولا يجد مطرحاً ممكناً للالتجاء بظل مجتمع يكرّس فكرة خاطئة مُقدّسة مُسلّم بها في أنّ العائلة هي ملجأ آمن بشكل أكيد، أو غالباً وهذه الغالباً نسبتها عالية في البلدان العربية: بالضرب والإهانات الجسدية والاعتداءات..

للصراحة أريد إشراك جميع القرّاء في هذا الموضوع، هذا شأن يعنينا فعلاً، كيف نستطيع بحقّ أن نحمي الموجات القادمة من الشبّان والأطفال؟ وأقول الموجات القادمة على افتراض أنّنا قد تجاوزنا مرحلة السلطوية الأهلية واستقلّ معظمنا، كيف يُمكننا فعلاً مجتمعياً أن نحمي هذه الارواح الضعيفة؟ والأهم طبعاً، هل لك تجربة سابقة مشابهة مع أي نوع من أنواع العنف المنزلي؟