أحياناً نكون بصدد عمل شئ هام في مسيرتنا التعليمية مثل (الإشتراك في دورة تعليمية قوية) أو قد يكون لدينا فكرة تخص حياتنا العملية كعمل مشروع تمتلك بعض الخبرات الخاصة به، ومن ثم وكأي شخص يريد أن يطمئن لأي خطوة جديدة عليه في حياته نستشير غيرنا من الأقارب والأصدقاء، فنجد شريحة منهم يسخر منا أو يسفه مما سنفعل ولا نأخذ منه أي شيئاً غير ذلك!

بداخلي قناعة أن أولئك الناس الذين يسفهون من نجاحات الآخرين يخافون أن يرو غيرهم ناجحاً، أو ينتابهم القلق إذ يرو غيرهم يحاول وهم راكدون أو فاتهم قطار المحاولة، إذ أنهم وفي الوقت الذي يقولون فيه كلمات من قبيل : (وماذا ستنفعك تلك الدورة ومصيرك المقهى كمئات الشباب) أو (لماذا تفكر في عمل ماجستير ودكتوراه هل وجدت مالك في الشارع!) كان بإمكانهم أن يشجعوك على أخذ الخطوة..ولن يخسروا شيئاً على الإطلاق.

ولنفترض يا صديقي أنهم يتحدثون من وحي تجارب عايشوها ويتخذون ذلك ذريعة ليسفهوا من أي شخص يحاول النجاح وكأنهم يريدون أن يرسخوا الفشل في عقله كنتيجة لأي فعل وجهد، فلماذا يتم تجاهل التجارب الناجحة تماماً وكأنها غير موجودة؟..

لماذا أصبح البعض (رغم النجاحات من حوله) لا يرى إلا الفشل والظلام؟

لعل الإجابة الأكثر منطقية هي ما قرأتها في رواية "قصر على النيل" .. لثروت أباظة، حيث قال:

"إن من يقف على حافة الطريق ويسخر من السائرين ولا يشجعهم، عضو اشل ضعيف أشفق من السير وخاف الطريق، فوقف يريد أن يعرقل السائرين ويعوق تقدمهم، ولكن الإنسانية أقوى منه ومن كيده، فهو يسخر ثم لا يصنع شيئا ."

أشعر أن ثمة صراع نفسي بداخل الإنسان تنشب ناره إن شعر أن غيره سيتفوف عليه أو سينجح ويصير مثله، صراع بين نفس طيبة لا ترى في نجاح الناس ما يسوءها بل تساعدهم على بلوغ هذا النجاح دون كره أو حقد، ونفس خبيثة تعرقل من جاءهم والتمس منهم الدعم ظناً أن نجاهم سيزيدهم فشلاً.

والآن عزيزي القارئ:

كيف تتجنب تأثير أولئك الناس الذي يسفهون من خطواتك للنجاح؟ وهل لك تجارب معينة تخص هذا الأمر؟