يا للهول سبعة أشهر من سنة 2022 قد إنقضت بالفعل، والكثير منا من وضع قائمة لكتب في بداية سنة تحمل أبرز العناوين التي سيقرأ لها، ولكن ماذا حدث بعدها؟ سرعان ما تلاشى ذلك الحماس وانهزم القارئ أمام رغباته ودوافعه الأخرى التي يريد إشباعها في البيئة الرقمية. فما الحل ؟ هل لابد للقارئ أن يجتهد من أجل استعادة ذلك الحماس أم لابد أن ينتهج استراتيجية أخرى لمطالعة تلك العناوين التي مازالت الى الان تبقع على حافة الانتظار؟

وسواء إتبع الفرد طرقا متنوعة للمطالعة، فكلها حتما سترفع من زاده المعرفي. ولكن نظرا للمزايا التي وفرتها تكنولوجيا الرقمية اليوم أصبح القارئ حبيس شاشة هاتفه ومنعزل عن العالم الاجتماعي وشارد الذهن مع كمية المعلومات التي تتدفق عليه باستمرار.

لذلك بدلا من الانغماس لأوقات بين طيات الكتب التي يستحيل أن ينتهي منها في ظرف قياسي ولو فعل ذلك سرعان ما سينسى تفاصيل الأحداث التي قرأ عنها، اليوم المجد يحيا بقراءة ملخصات للكتب ينتفع بها القارئ ويأخد معلومات عن مضمون الكتاب وبعدها إذا وجد بعض التفاصيل التي تستدعي منه القراءة والتركيز يخصص وقتا لقراءة أجزاء من ذلك الكتاب.

لكن تخيلوا معي، لو انغمس القارئ في كتابٍ معين لأيام وبعد إتمامه شعر كأنه لم يستفد شيئا وليس هو الكتاب الذي يبحث عنه، أليست تلك خسارة كبيرة لجهده و لوقته الضائع؟

وتخيلوا معي مرة أخرى، لو القارئ السابق علِم بأنه وقته ذلك لو استغله بشكل سليم لكان بإستطاعته قراءة خمس ملخصات لكتب في يومِ واحد فقط يستطيع عبرها الاختيار الكتاب الذي يستدعي منه العودة لقراءة أجزاء التي تخدم فكره وتطور وعيه.

لذلك لابد أن نتعلم كيف لا نجعل قراءتنا مشتتة، فالقراءة المتنوعة أحيانا تكون غير هادفة ولا تزيد من ثقافة القارئ إلا القليل.

لماذا قراءة ملخصات الكتب مهمة بالنسبة لي؟ 

قبل سنوات قليلة فقط، كنت من الرُواد الذين يشجعون قراءة الكتب ويحذرون من قراءة الملخصات مهما كانت نوعها مكتوبة أو مرئية أو مسموعة، ولكن الانسان عام بعد عام يتوسع إدراكه وتتغير طريقة تفكيره ونظرته لأمور كثيرة، ما لاحظته اليوم بأن دور النشر اليوم قد انتشرت بشكل واسع ما سمح للكثير من الأسماء أن تطغى على الساحة، فإنتشر المحتوى السطحي والفارغ كنار في الهشيم والكثير من العناوين التي أضحت لا تعبر عن المحتوى الأساسي فينخدع القارئ بها وبعد قراءته يكتشف بأن المحتوى مفرغ من القيمة ولا يعكس ثقافته وقيمه الدينية والاجتماعية، لذلك قراءة الملخصات اليوم أضحت أكثر من ضرورة ووسيلة لغربلة ما لابد أن يقرأ عنه وما لابد أن يرفض اقتناءه قبل وضعه على رفوف مكتبه.

وماذا عنكم يا أصدقاء، هل تعتبرون أيضا بأن قراءة الملخصات أكثر نفعا من الانغماس بين أطنان الكتب؟ ولماذا؟