كتاب البطل بألف وجه. لماذا تتكرر الشخصية الرئيسية عبر التاريخ والأدب؟

هل هو كتاب أكاديمي؟ أم مبني على تجارب أكثر؟

الكاتب نفسه كاتب أكاديمي وكان الكتاب يتم تدريسه لفترة طويلة ولكن من الجزء الذي قرأته منه فطبيعة الكتاب نفسها تعتمد على تحليل مختلف القصص والأساطير وربط النظرية بهم مع التعريف بها من البداية.

ومن جهة أخرى، فأنا أرى سبب ذلك هو سعي الكاتب على إيصال فكرة ما او درس ما من خلال رحلة البطل تلك خاصة في قصص "الناشئة" مثل تشاريلز ديكتز و"رحلة إلى مركز الأرض".

معك حق فعلًا ولكن أحيانًا ألاحظ أنه حتى لو لم تكن هناك فكرة أو درس في النهاية فبعض الكتاب يستخدمون نفس الطريقة حتى لو كانت بغير قصد.

أو ربما يريد إضفاء جو من الإثارة من خلال تلك المحطات التي تساعده على إبتكار أحداث من شأنها أن تضفي على الرواية شئ من الحماس .

هذه نقطة مهمة فعلًا خاصة إن كان ذلك الحماس مستترًا ونراه طبيعيًا. فمثلًا أنا لم ألاحظ ارتباط رفض خوض المغامرة في مجموعة مختلفة من القصص

لأن مصدر الرفض يكون مختلفًا فأحيانًا ترفض الأسرة خروجك أو يرفض المجتمع أو حتى ترفض أنت بسبب القلق أو الترفع عن المشاركة ورغم أن الفكرة في النهاية واحدة إلا أن كل قصة منهم استقلت عن الأخرى حتى صار من الصعب جمعهم سويًا.

لما يشير إليه من التكرار الدائم في كل الأعمال، وهذا يوجه نظر الكتاب إلى ضرورة الابتكار، ايجاد طرق أخرى وسبل لبناء قصة كاملة مترابطة وناجحة دون أن يمر البطل بهذا المسار نفسه

معك حق ولكن أرى أيضًا أنها قد تكون وسيلة لإستخدام نفس المسار ومعرفته ولكن بطرق مختلفة. كأنه قالب للنجاح يمكن إضافة إبداعك عليه خاصة أن الكاتب يرينا العديد من القصص التي لم تكن تبدو من الوهلة الأولى أنها متشابهة ولكن عند التدقيق نجدها نفس الشيء.

 فليس كل الناجحين والأبطال مروا بحياة غير عادية

نعم ولكن بشكل شخصي أعتقد أنها مكررة ولكن بطريقة مختلفة. فبدلًا من وجود دائرة واحدة كبيرة تبنى عليها القصة فعندنا الكثير من الدوائر الصغيرة التي تبدأ وتنتهي ثم تبدأ من جديد وهكذا فكل خطة ناجحة هي في الواقع مغامرة كان لها نداءها ورفضنا في البداية من القلق ثم دخولنا العاصفة وقضائنا بعض الوقت مع مشاكلنا في بطن الحوت والإنتصار أو الموت في النهاية ثم إعادة البعث من جديد للمغامرة القادمة وهذا ما يميز الحياة في رأيي أن أي مغامرة لن تكون الأخيرة وما يزال هناك دائمًا فرصة.

وهل يمكن للأدب أن يخلو من الخيال؟ أود أن أطرح هذا التساؤل منذ فترة، ومن الجيد أنكِ تطرقتي إليه كي نناقش هذا الأمر. كيف من الممكن أن نتعامل مع الكتب الأدبية كنوعين، ما هو خيالي وهو ما هو واقعي؟ إن القصة في حد ذاتها قائمة على المنحنى الدرامي، ذلك المنحنى النابع من الصراع بين شخصيات خيالية، حتى وإن كانت مستوحاة من الواقع، فإن طبيعتها الأدبية تجعل منها شخصيات خيالية، حيث أنها لم تعد الشخصيات التي أخذت منها، فما رأيك في هذا الأمر؟ هل توافقينني أن كل الأدب خيالي؟

في الحقيقة لا أقرأ أدب الخيال

الكتاب الذي ذكرته هنا كتاب شبه أكاديمي لا ينتمى لهذه الفئة يا نشوة لذلك أظنه سيعجبك. ولكنه بالطبع يستفيد من ذلك النوع من الكتابات ويتحدث عنها كما يتحدث عن غيرها.

قد يبدو أن كل الأبطال مروا بنفس مراحل الرحلة، ولكن في الحقيقة كُلًا منهم مروا بطرقهم الخاصة بعدما رسموها بأنفسهم.

هذه حقيقة فعلًا ومن هنا يأتي التنوع الذي نحتاجه سواء في الواقع أو في العوالم الخيالية وحتى في الأساطير.