منذ فترة قريبة سمعت عن رواية "الرابح يبقى وحيدًا" للكاتب باولو كويلو وهي رواية رائعة ولكن لفت انتباهي جملة فيها وهي تقول "إنك إن أحببت شخصًا بصدق فعليك أن تتركه حرًا. "

والحرية مسؤولية كبيرة فعلًا وهي ليست مقياسًا للانحراف مثلًا وتعتبر مساحة الحرية التي تعطيها لأحبابك مفتاح ثقة لهم وبهم. ولكن ماذا تعني الحرية في العلاقات؟

تعني أن تثق بآراء شريكك وتعطيه مساحته من الحياة فيستطيع أن يحيا بشكل كامل بدونك وبهذا تطمئن أنه معك ليس لأنه يحتاجك بل لأنه يريدك قبل أن يحتاجك. 

أن يتمكن شريكك من قضاء الوقت وحده وربما السفر وأن يحظى بأصدقاء قد لا تجمعك بهم علاقة وأن يكون لديه وقته الخاص وهواياته الخاصة ونشاطاته الخاصة التي ليس من الضروري أن تكون مشارك بها وأن تكون له حياة تكتمل بك ولكنها لا تعتمد اعتمادًا كليًا عليك!

 وفي هذا السياق فلنعترف أن ثقافتنا العربية لا ترسخ مفهوم الحرية في العلاقات بل على العكس الشائع فيها هو التملك والسيطرة في الأساس ونشر الاعتمادية بل وفي أحيان أخرى التضييق على الشريك لتقل علاقاته مع عائلته وأصدقائه مع الوقت ولتصبح كل نشاطاته متعلقة بالشريك الأخر وفي النهاية لا يتخيل حياة يمكنه أن يكون بها بدون هذا الشريك.

 وربما هذا للخوف من الفقدان أو الرفض أو الرغبة الخالصة في التملك الذي لا يعارضها المجتمع والتي أحيانًا لا يعارضها الشركاء أيضًا بدون إدراك منهم أن ذلك يؤذيهم في المقام الأول 

ولكن الكاتب يرى بشكل واضح أن من لا يحترم مساحة الأمان الخاصة بك هو شخص يبتزك عاطفيًا ويقيد حياتك بدون شيء في المقابل. 

 هل تتفقون مع الفكرة؟ وهل تتساوى الصداقة والحب في ذلك الرأي؟