هل الغلاف مؤثر على مدى نجاح الكتاب من عدمه؟ أم أن اسم الكاتب يُعد هو أساس النجاح سواء كان الغلاف مميزًا أو أبيض اللون فقط؟ 

كانت هذه هي قضية الجدال الذي دار على السوشيال ميديا مؤخرًا بعدما قامت دار نشر ديوان للنشر والتوزيع بنشر بعض أعمال نجيب محفوظ بأغلفة أقل ما وصفت به أنها دون المستوى، علاوة على وصف بالقبح والسوء وعدم المهنية والاحترافية، سواء من جهة التصميم نفسه، أو الخط الذي كُتب به اسم العمل والكاتب. ونصح العديد من الكتاب والمتابعين الدار بإعادة النظر في نشر أعمال نجيب محفوظ بهذه الأغلفة. 

هذه القضية اثارت لدي سؤال غاية في الأهمية من رأيي، نحن هنا لا نتحدث عن كاتب مغمور يسعى للشهرة والانتشار بين القراء، وانما عن قامة عظيمة وتراث لا يُضاهى لكاتب عظيم كنجيب محفوظ، ومن ثم فلو كان الغلاف أبيضًا وكُتب عليه فقط اسم العمل والكاتب (نجيب محفوظ)، أو لو كان كأغلفة مؤسسة هنداوي التي حملت جميعها نفس التصميم، صورة محفوظ واسم العمل والكاتب وفقط، فلن يكون هذا مؤثرًا على المضمون الذي لن نختلف على أنه قوي ومميز. فلماذا إذا كل هذه الضجة على غلاف لن يؤثر على انتشار تلك الأعمال من عدمه؟ 

تطرق البعض إلى أن إعادة نشر أعمال نجيب محفوظ ليست بالشيء الهين، أو الذي يُستهان به، بل هو إعادة إحياء هذا التراث العظيم، ومحاولة إيصاله إلى فئة أصغر من القراء، الشباب الصغير والمراهقين الذين لم يطلعوا بعد على هذا الأدب ويغوصوا فيه كما فعل المخضرمين من القراء، وبالتالي فالمشروع يستهدف جذب هذه الفئة نحو هذه الأعمال، والذي لا يكون سوى بأغلفة منمقة وفنية ومعبرة بدرجة كاملة عن العمل.

ومن هنا برز التساؤل الآخر لماذا تم التعامل مع أغلفة هذه الكتب بهذه الطريقة الغير احترافية من رأي البعض؟ أما كان أولى أن يتم انتاج هذه الأغلفة بصورة أكثر ابداعًا واحترافية من أي عمل آخر؟ مسابقة مثلًا لعدة مصممين واختيار أفضل تصميم؟ أو تشكيل لجنة من المصممين لمحاولة انتاج غلاف مشترك العمل فيه بينهم مما يضمن خروج صورة أكثر احترافية وابداعًا من العمل منفردًا. 

أغلفة الدار التي تم نشرها مؤخرًا أثارت الجدل كثيرًا، وخلقت حالة من البلبلة والجدل بين مجتمع القراء، وهذا شيء على الناحية التسويقية يعد ناجحًا وربما يدفع بالعديد إلى شراء نسخة لمعرفة المحتوى وإن كان مشابهًا للغلاف، اتحدث هنا عن من لم يقرأ مسبقًا للعظيم الراحل.

وانتم ما رأيكم في أغلفة دار ديوان؟