تدور أحداث رواية يوتوبيا حول صراع الطبقات عندما يأتي عام 2023 في مصر ويكون الناس قد انقسموا إلى طبقتين، الأولى منها تعيش في ثراء فاحش في مدينة تعرف باسم يوتوبيا وهي مغلقة بسور، وأما الطبقة الثانية فهي طبقة الفقراء الذين يعيشون فقر مدقع وشديد، وبعضهم يعمل في مدينة يوتوبيا من أجل الحصول على لقمة العيش، وكان أبناء يوتوبيا المرفهين يشعرون بأنهم أفضل من أبناء الطبقة الأخرى، ليأتي يوم خرج فيها أحد الشباب من يوتوبيا نحو القسم الآخر من المدينة لكي يصطاد انسان من هذه الطبقة، ويتسلى به مع أصدقائه، ومن هنا تبلغ الأحداث الذروة، ويحدث انقلاب ضدهم، وقال الكاتب في الرواية: (الآن فقط أفهم لماذا عزلنا أنفسنا في يوتوبيا، لم يعد في العالم إلا الفقر والوجوه الشاحبة التي تطل منها عيون جاحظة جوعى متوحشة، منذ ثلاثين عاماً كان هؤلاء ينالون بعض الحقوق، أما اليوم فهم منسيون تماماً)، لم يكن يدرك أبناء اليوتوبيون مدى سوء الحياة خارج المدينة حتى شاهدوا ذلك بأنفسهم، وأما سبب تسمية المدينة بهذا الاسم، فذلك لأن المصطلح ها هنا يدل على الدولة الفاضلة الخالية من الأخطاء والمشكلات.

التفاصيل التي تجدها في الكتاب عندنا يصف الكاتب مدى سوء الحياة بين الفقراء وصعوبة التأقلم معها، تجد نفسك تشعر بالضيق على هؤلاء الأشخاص، لماذا هناك أغنياء وفقراء، ولماذا يعيش الغني وهو متنعم بالكثير من الأموال التي تزيد عن حاجته، بينما يعاني الفقير من المرض والألم والتعب حتى يحصل على نسبة ضئيلة جداً من حاجته، والذي لربما يكون أكثر ذكاءً من سيده، وهذا ما جعل ماركس يطور من مفهوم الصراع الطبقي من منظور ماركسي، حيث قام بتطوير هذا المفهوم إلى نظرية معقدة تنص على أن هناك انقسام طبقي يحدث بين الطبقات سواء العامة مع النبلاء، أو الرجل الحر مع العبد الفقير، أو الظالم والمظلوم أيضاً، وفي عصر الرأسمالية انقسم المجتمع الرأسمالي إلى قسمين ألا وهما: الطبقة البرجوازية و طبقة البروليتاريا، فالطبقة الأولى تمتلك رأس المال بأكمله وتعيش حياة رفاهية، وأما الطبقة الثانية فهي تضطر للعمل لدى الطبقة الأولى من أجل الحصول على أدنى متطلبات الحياة، ويرى ماركس بأن إلى يومنا هذا وتاريخ المجتمعات يدور حول الصراع الذي لا ينتهي بين الطبقات المجتمعية، هل تتفقون مع ماركس في رأيه؟

ولماذا يتعالى أبناء الطبقة الغنية على غيرهم من أبناء بل وآباء الطبقات الفقيرة ويجبرون على القيام بتصرفات لا تليق بالبشر، وهذا ما يظهر بشكل واضح في أحداث الرواية، التي رفعت الغطاء عن الكثير من الأمور التي يغفل عنها العالم، مع أنها تنتشر في كل مكان وتحدث بشكل يومي.