مسرحية فندق العالمين مسرحية قام بكتابتها المسرحي الفرنسي إريك شميت، وهي من أهم المسرحيات عالميا حيث تم ترجمتها إلى ما يزيد عن 40 لغة مختلفة 

تتناول المسرحية أسئلة فلسفية مهمة أهمها، وهو موضع نقاشي معكم اليوم ماذا لو كنا بين الحياة والموت؟، تعرض المسرحية فكرة أن من يصاب بالغيبوبة ينقل إلى فندق يقع بين الأرض والسماء، وأنه في هذا الفندق لو صلح الانسان أخطاءه يعود للحياة مرة أخرى وإذا لم يصلحها ذهب للجحيم مباشرة

الفندق يحوي 5 نزلاء، (جوليان، والمنجم، ودلبيك، ولورا، وماري) 

في أحد مشاهد العمل ينصح المنجم جوليان بأنه يجب أن يندم على سوء علاقته بالناس بالأرض قبل وصوله للفندق وأنه يجب عليه تصحيح ذلك ليعود للحياة مرة أخرى، فيجيبه جوليان وهو بين الحياة والموت أنه وما الفائدة من مثل هذا الأمر حيث أننا جميعا سنموت، فيقوم له المنجم عبارة أراها الأكثر عبقرية وفلسفة في المسرحية حيث قال له أن العلاقات التي تدوم تتميز بقسوتها، إن بنينا علاقتنا على حجر أو صخرة أو جبل ستدوم لأنها قاسية ويجب علينا أن نكون سعداء لأننا كبشر لسنا بهذه القسوة 

المسرحية تحوي في كل تفاصيلها وحواراتها على الغموض، يمكن سبب ذلك أننا جميعا نعرف أننا سنموت ولكن ما من أحد جاء لنا بعد الموت ليخبرنا ما حصل معه! ومن الممكن أن هذا سبب الغموض في المسرحية، وهو سبب خوفنا من الموت أيضا...

هذا الفندق هو فندق غريب، يدخله الناس بعد إصابتهم بالغيبوبة بعكس ما كانوا عليه في الحياة قبل غيبوبتهم، فالكذاب يخرج صادقا، والصادق كاذبا وهكذا ونرى أنه هنا إسقاط عظيم حينما أصبح دلبيك (الرئيس) صادقا في الفندق، ترى لماذا فعل الكاتب هذا الأمر؟ 

وفي هذا الفندق يرون النزلاء الحياة خارجه فيصبحون دائما في نقد مستمر للأوضاع على الأرض ويريدوها مكانا مثاليا كاملا لا خطئة فيه، رغم أنهم حينما كانوا على الأرض كانوا هم الكاذبون والمخادعون والنصابون، فهل يقصد الكاتب هنا أننا بعد حياتنا سنندم على هذه الأفعال؟، وينبهنا أننا يجب تدارك الأمر قبل الوقوع في مكان لا نستطيع منه تغيير شيء؟

كما يتناول نزلاء هذا الفندق أسئلة فلسفية أخرى غير سؤال ماذا بين الحياة والموت؟، وما هي الحياة؟، وما هو الموت؟، فهم يسألون أيضا ما هو القانون وسيادته وغيرها الكثير

يرى نزلاء هذا الفندق أن الموت هو أمر حتمي لا بد منه، وأنه أمر مخيف لأننا لا نعلم ماذا يحصل به، ولكنهم يرون أيضا أن التصحيح لا يكون بالموت بل بالحياة، وأن القانون وجد ليحترم، أنه في عالم آخر أنت أمام خيارين فقط، إما أن تكون سعيدا على ما قمت به أو أن تكون متمنيا التصحيح الذي لن تستطيع فعله

وأنت عزيزي، ما فكرتك عن الموت وماذا تراه؟

وإن كنت قد قرأت المسرحية فما الفكرة الفلسفية التي استهوتك فيها؟