كثير من الكتاب يجدون متعة في كتابة رواياتهم بأحداث تتضمن ماضي الموضوع وحاضره، كأنْ يقوم أحد الكتاب بسرد أحداث معينة لقصة معينة، ثم فجأة يستذكر ماضٍ لهذه الأحداث ومن ثم ينتقل الكاتب له ويبدأ بسرده، ثمَّ مرةً أخرى يعود للحاضر ويستمر بالأحداث، وهذا ما يسمى الزمن المتداخل.

إن عدنا في الزمن سنجد أن من روَّج للزمن المتداخل هي مدرسة تيار الوعي التي نادت برفض التسلسل التقليدي والبدء بالتسلسل حسب ما يأتي إلى وعي الكاتب. 

تقول فرجيناولف: " دعنا نسجل الذرات وقت سقوطها على الذهن بالنظام الذي هي فيه، ولنتبع التنظيم الذي يسجله كل منظر أو حدث على الوعي مهما كان متصل أو غير مترابط المظهر، فالحياة ليست سلسلة من مصابيح العربات مصطفة بشكل متناسق، الحياة هالة مضيئة، غطاء نصف شفاف يحيط بنا من بداية الوعي إلى نهايته، أليست مهمة الروائي أن ينقل هذه الروح المتباينة غير المعروفة، وغير المحدودة"

ما رأيك في قول فرجيناوولف؟

الكثيرون اعتبروا أن التسلسل المنطقي للرواية (الاتجاه في زمن واحد) يحد من حركة السرد الروائي، ويقلل من فعالية الرواية وكان هذا أيضًا رأي الكاتب جرترود شتاين. لذلك الكثير من الروائيين اتجهوا إلى التنقل في الزمن لجذب انتباه الجمهور، مثل رواية مصائر للكاتب ربعي المدهون الذي اختار فيها 4 أزمنة بشخصيات متعددة وفي نهاية الرواية التقت الشخصيات في زمن واحد. هل صادفت رواية تحمل الزمن المتداخل في أسلوبها؟ 

في ذات الوقت الكثير من الجمهور يشعرون بالتشتت والضياع عند انتقال الكاتب إلى زمن آخر دون إبراز أي توضيح يدل على أنه انتقل.

ما رأيك ككاتب أو كقارئ في التسلسل الزمني المتداخل داخل الرواية، هل يعطي فاعلية أكثر للرواية؟ وكيف واجهت الروايات التي يتداخل فيها الزمن؟