قراءة الكتب الروائية

الرواية تجعلك تعيش مشاعر جديدة، ولغتها الأدبية تحسن مفرداتك اللغوية، خيالك يتحسن، تهرب من الواقع بطريقة إيجابية، الروايات منظومة فكرية إبداعية ومن يعتبرها بلا فائدة هو إنسان خاسر المتعه .أتعجب من الذين يستهينون بالرواية، فعن طريقها عرفنا ثقافات الشعوب وعاداتها وتاريخها وإرثها المعرفي واللغوي

فن الرواية فن مهم جدًا ومؤثر حيث يتم من خلاله سرد القصص والحصول على المعارف، قد يعتقد البعض أنها غير مفيدة لأن تحصيل المعرفة فيها غير مباشر، مثل الكتب ، لكن هذا غير صحيح، ففي الرواية يمكن أن تحصل على تحاليل كثيرة لشخصيات وللدوافع الداخلية لأفعالها المختلفة وهو ما قد يصعب شرحه في كتاب وإنما يمكن استنتاجه من خلال المواقف التي تمر بها الشخصيات ، بالإضافة لذلك فالرواية تنمي الخيال، لأن الشخص يتفاعل مع الصورة الحسية والحركية الموجودة ويتخيل حسب الأوصاف شكل الشخصيات ويستمر. الخيال طوال مدة القراءة والخيال مهم وضروري وهو تمرين عقلي يحفز الإبداع، وهو أمر لا يتوافر بشكل كبير في الكتب المختلفة.

الرواية هي جنس أدبي يهتم بجوانب لا نقول تغفل عنها الكتب وإنما احيانا لا يمكن أن تستطيع إيصالها للقارئ فتتولى الرواية ذلك.

ولا يمكننا تن نهملها بأي شكل كان فلولا الرواية ما وصل الانسان إلى لب وعمق أخيه الانسان وما يعانية سواء في الحروب أو السجون أو حتى الحياة العادية ومشاكلها اليومية.

وهناك أمر آخر وهو التواصل بين الشعوب المختلفة كان تقرأ عن حياة شخص يعاني ويلات الحروب في اكرانيا مثلا او في فلسطين مثل رواية باب العامود لنردين أبو نبعة وكانت من اجمل مما قرات ورواية الطنطورية لرضوى عاشور التي تصف حال اللاجئين والمخيمات وهناك الكثير ممن أغتيل بسبب رواياته مثل غسان كنفاني والكثير غيره.

ومن الروايات التي تصف حال السجين رواية القوقعة لمصطفى خليفة التي ترجمتها المترجمة والمستشرقة الألمانية لاريسا بيندر ووصفت حبها للعرب واللغة العربية وكيف أن الروايات تقارب بين الشعوب.

ويمكن للرواية أيضا أن تعين أي قارئ في بدايته على حب القراءة وتذوق اللغة، قراءة التاريخ مثلا: تاريخ الجزائر الذي تناوله ياسمينة خضرة ومولود فرعون والكثير من الروائيين غيرهم.

قراءة الروايات تنشط العقل وتغني الخيال والاحساس.

ما رأيك في من يقول: أن الكتب الروائية لا تناقش أفكارا أو تدحضها و إنما تستهلك قصصا غالبها غير واقعية و مستلهمة من الخيال، فماذا ستفيده ما دامت غير مرتبطة بواقعنا؟

أعتقد أنه عند الحديث عن الرواية لا بد من تحديد أنواعها والمواضيع التي تتناولها؛ ولا أعتقد أن هناك فائدة من قراءة الروايات الرومانسية، حتى أنه كلما تقدم بنا الزمن، كلما انحدر مستوى هذا النوع، أضف إلى ذلك أن كثيرا من الروايات تكتب وتنقل تفاصيل من الثقافة الغربية، وهذا غير مقبول بالنسبة لي كقارئة. وهناك بالمقابل أنواع أخرى من الروايات كالبوليسية مثلا والخيال العلمي وغيره التي تضمن لنا المتعة والتسلية الجيدة.

وشخصيا أصبحت أكره قراءة الروايات، كونها أصبحت مكررة جدا؛ يستطيع القارئ توقع الأحداث والنهاية منذ البداية، وقليلون هم الكتاب الذين لا يزالون يبدعون في كتابة هذا النوع.

وبالنسبة للفائدة فأنا أجد أنها موجودة في الكتب فقط، والرواية أختارها للمتعة فقط، وليس بغرض التعلم.

الرواية فن مهم جدًا ولا غنى عنه، بل على العكس قد تكون أكثر فائدة لفئة من القراء عن الكتب ...

أظن أن الأمر لا يتوقف من الأساس على نوع العمل هل هو روائي أم كتاب، بل يتوقف على موضوع الرواية أو الكتاب

فعلى سبيل المثال روايات مثل (عالم صوفي - ثلاثية غرناطة - المغولي الأخير - ابق حيًا) هي روايات مهمة تجسد فترات تاريخية مهمة، وتحمل بين طياتها العديد من المعلومات التي كانت ستكون مملة إن صيغت في كتاب ...

إذا فإن النقاش لا يجب أن يدور حول جزئية هل الكتب أفضل من الروايات أم العكس... بل إلى النقاش حول كيفية جعل الرواية مثمرة ومفيدة للقارئ على غرار الكتب ...