تخيل أن تصبح شخصية مشهورة وذات مكانة مرموقة دون أي جهد منك ودون أن تحاول الوصول لها حتى! هذا جنون فمن المستحيل أن يحدث هذا في واقعنا، ولكن لو عدنا قليلًا في التاريخ سنجد أن هذا قد حصل فعلًا!! هناك من نجح وأصبح أفضل شخصية في بلاده آنذاك، مع أنه في الواقع شخص فاشل ومدمن، ومقامر، وكان الجميع يرفض العمل معه، ولكن كيف نجح؟ وما السبب الذي جعل هذا الشخص ذو مكانة رفيعة مع أن الناس كانوا يعتبرونه فاشل في الماضي؟

"الكاتب الشهير تشارلز بوكوفسكي"، كان في بداية حياته مدمنًا على الكحول، وأخرق، وزير للنساء، يعمل في مكتب بريد ويقوم بتصنيف الرسائل مقابل مبالغ قليلة ينفقها على القمار والكحول، ولكنه بعد مدة أراد أن يصبح كاتبًا ولكن كان الجميع يرد عليه بالرفض المطلق، وقالوا له أنه شخص فاشل ومن المستحيل أن ينجح في حياته. إستمر تشارلز في محاولة عرض أعماله وقصائدة على دور نشر ولكن الرفض المستمر جعله مدمنًا أكثر حتى انقضت ثلاثون عامًا على هذا الوضع، وكان تشارلز بدأ يتقبل أنه شخص فاشل حقًا، في ذلك الحين وعند اخر محاولة لتشارلز للتعاقد مع دار نشر لنشر أعماله، أبدى صاحب دار نشر صغيرة الإهتمام بهذا السكيّر الفاشل وقرر أن يراهن على نجاحه! تشارلز شعر بالفرح كونها أول فرصة حقيقية تسنح له، وقد أنجز أول رواية له في ثلاثة أسابيع، وبوقت قصير اكتسح بكتاباته الأسواق وبدأ إسمه يعلو فوق السحاب وكأنه أمر خيالي ...

بوكوفسكي يقول أن النجاح أحيانًا يأتينا عندما نتقبل الفشل، وفي الحقيقة الحكمة الأعظم من القصة هي الإيمان بمهارة الغير قد تحقق نتائج خيالية، حتى لو كان مدمنًا مثلًا!

‏قبل موت بوكوفسكي وصّى أن يُكتب على شاهد قبره عبارة "لا تحاول" تيمنًا بتجربته في السعي لنيل هدفه وعدم حصوله عليه إلا عندما بدأ يستغني عنه شيئًا فشيئًا، لا أعلم قد يكون معه حق فقد كان سكيّرًا وأصبح شخصية مرموقة خلال بضعة أسابيع، وقد نكون فعلًا كالذي يركض سريعًا على عجلة والنجاح أمامه، ولكنه لا يستطيع الوصول إليه بسبب حماسته وسرعته الزائدة، قد يكون أحيانًا السعي ببطئ خلف الهدف هو سر الوصول!؟ بالنسبة إليّ كلها تساؤلات لا تأكيد على أحدها، وأما الآن فأخبروني أنتم ما رأيكم في الأمر.