"إن أحلك الأماكن في الجحيم هي لأولئك الذين يحافظون على حيادهم في الأزمات الأخلاقية"



قرأت هذه العبارة قبل عام في مطلع رواية الجحيم للروائي الأمريكي "دان براون" وهي عبارة عن بيت شعر للشاعر الإيطالي دانتي، الذي ورد في كتابه الشهير الكوميديا الإلهية، وقد بقي هذا البيت عالقاً تماماً في ذهني.

ففي الرواية مثلًا يطرح الكاتب دان براون مشكلة الانفجار السكاني بقالب شيق ومليء بالمعلومات التاريخية والأدبية والحقائق الحالية في العالم، ويقوم أحد العلماء المهووسين بصنع مادة تسبب فناء جزء كبير من الناس، ووضعها في النهر ليتجرعها المواطنون دون علمهم وقد كان بطل الرواية يحاول فهم طريقة عمل المادة ومحاولة منع هذا العالم من نشر المادة، وهنا تبرز المشكلة الأخلاقية التي لم يستطع البطل الوقوف على الحياد إزاءها.

وبالعودة إلى البيت الشعري فإن السؤال الذي شدني هو: متى يكون الحياد أبشع من الظلم ذاته؟ كيف يمكن للحياد "الموقف السلميّ" أن يتحوّل إلى فعل مشين، يستوجب الجحيم؟