في السابق عانيت من مشاكل نصحني فيها أحد أصدقائي أن أقرأ كتابًا وهذا الكتاب هو كتاب أنقذوا الطفل بداخلكم لتشارلز ويتفيلد الذي فيه يحاول الكاتب أن يقول أن بداخل كل منا طفل مختبئ كإشارة على ما عانيناه في طفولتنا فانعكس علينا في المستقبل. وهناك إشارات ذكرها لهذا مثل أن تسعى دائمًا لرضى الآخرين أو أن لا تقدر على التعبير عن ذاتك الحقيقة أو تخاف المخالفة ولا تستطيع تقبل النقد وغيرها من العوامل. عندما تسمع هذه العلامات هل تشعر أنها تمثلك؟
يقول الكاتب أن أحد الأسباب الرئيسية لهذا يرجع إلى بيئة تنشأة أسرية ومجتمعية غير سليمة وأن أغلب المشاكل التي تواجهنا الآن تعود لفترة الطفولة ولم نستطع التغلب عليها وأحيانًا لا نشعر بها أصلًا وأحيانًا أيضًا لا نشعر بوجود مشكلة وهذا ما مررت به.
عند القراءة وجدت أنه تختلف هذه العلامات من شخص إلى أخر وكذلك يختلف إدراكها من شخص إلى أخر وتؤثر هذه المشاكل في كونك عضوًا فعالًا في المجتمع أو في حياتك الشخصية والإجتماعية.
من لا يلاحظ مثل هذه المشاكل قد يعتقد أنها شيء طبيعي وناتجة عن إختلاف الشخصيات وهو محق نوعًا ما ولكن تكون هذه الصفات التي كبرنا عليها مؤذية أحيانًا وقد تعيقنا من عيش حياة سوية وصحية.
الطفل المختبئ تم تسميته بالطفل المقدس أو الذات الحقيقية وعندما لا نسمح لهذا الطفل بالتعبير عن نفسه تظهر ذات مزيفة وليست حقيقية متواهية مع مشاكل الآخرين ومتجاهلة لمشاعرنا.
أكثر ما أعجبني هو وصفه للذات بقوله أن الذات الحقيقية أصيلة وصادقة وعفوية وصريحة ومتقبلة لذاتها وللآخرين ومليئة بالثقة والحرية أما الذات المزيفة فهي غير أصلية ومقنعة ومكبوحة ومنتقدة ورغم ذلك محبة للكمال وتعتقد أنها مثالية. الذات المزيفة هي قناع نرتديه عندما يختبئ طفلنا الداخلي فنميل لإرضاء الآخرين والتركيز عليهم بدلًا منا. هل مررتم بتجارب مثل هذه؟
ماذا يريد الطفل المختبئ بداخلك أن يقول؟ وكيف تحرره من قيود تجربتك الشخصية؟