انتهيت بالأمس من قراءة الرواية الأردنية "يلتهم نفسه بادئًا بقدميه". والتي يخبرنا الكاتب عبدالله الزيود فيها قصة هي أقرب للمتاهة واللغز منها إلى القصة وهذا ما يشير إليه غلافها أيضًا.هي قصة عن الكتابة عن كاتب يكتب رواية ولكنه يعطيها لصديقه لإكمالها ومن هنا تبدأ الأحداث.
من الكاتب؟ من الراوي؟ ومن هي الشخصيات؟ هي أشياء لا نعلمها كما لا نعلم أيضًا أنحن بداخل قصة الكاتب "عبدالله الزيود" الآن أم نحن بداخل قصة يكتبها أحد الشخصيات في روايته! أنعيش حياة البطل أم نعيش حياة يؤلفها ذلك البطل؟ وهل يلتقي العالمان؟
ذكرني هذا أيضًا برواية "حمام الدار" للكاتب الكويتي سعود السنعوسي والذي يضعنا هو الأخر أمام تحفة فنية هي أقرب للغز الذي نستمتع بحله ونحن نقرأ ونراه يخرج من قصة إلى قصة وقصة بداخل قصة أخرى! ثم يربط كل تلك القصص المتداخلة ببعضها.
أرشح الروايتين بشدة ولكن نحن نرى أن بعض الكتّاب قد يستخدمون أحيانًا أسلوبًا غير تقليديًا في كتابة رواياتهم. يسمى هذا الأسلوب ب"كسر الجدار الرابع" وهذا الاسم نابع من السينما حيث يكون للديكور كحجرة التصوير مثلًا ثلاثة جدران والجدار الرابع هو الكاميرا فعندما نكسر هذا الجدار يعني هذا أن تقفز الشخصيات من الشاشة لتجلس إلى جوارنا
أو أن تعلم الشخصيات أنها شخصيات في عمل فني وأننا نشاهدها باستمرار، وربما قد تحاول تلك الشخصيات أن تتفاعل مع كاتبها أو حتى تتفاعل معنا. وأحيانًا قد نرى شخصيات تحاول الهروب من قصتها وتبحث عن عالم واقعي يضمها أو حتى تلتقي بكاتبها وتحاول التحرر من قبضته والتصرف بطريقتها. يا للعجب!
وإذن بعدما سمعتم عن كسر الجدار الرابع ما رأيكم في مثل هذا الأسلوب؟ هل يمكن لنمط مثل هذا أن ينجح في أوساطنا العربية؟
التعليقات