قرأت مؤخرا كتابا مهما للكاتب المصري دكتور محمد طه ،نائب رئيس الجمعية المصرية للعلاج النفسي، والحقيقة أن الكتاب رغم اشتماله على أفكار ذو طبيعة نفسية تعالج مشاكل نفسية عديدة تواجه المجتمعات العربية المعاصرة، خصوصا في العلاقة بين الرجل والمرأة في المجتمع الشرقي.

إلا أن أكثر موضوع لفت انتباهي في هذا الشأن كان بعنوان دورك في سيناريو حياتك.

يقول الدكتور محمد طه نصا اختار أهم علاقة في حياتك الآن .. .علاقتك مع مراتك؟ علاقتك مع زوجك؟ علاقتك مع أبيك أو أمك؟ علاقتك مع أولادك؟ مع رئيسك في العمل؟ زميلك في الجامعة؟ اختار الآن ..اخترت؟ إذًا في العلاقة، هل أنت تلعب دور من؟ دور الضحية، الجلاد أم المنقذ؟

الكاتب يرى أن الشخص الذي يعطي باستمرار دونما توقف، ولا ينتظر الحصول على مقابل لما يعطيه سواء كان مالا او جهدا من أجل استمرار الحياة يعيش- نفسيا - دور الضحية.

قد يكون هذا الشخص أما عظيمة تحب أبنائها حبا جنونيا، او أو رجلا لا يريد في الدنيا سوى رضا زوجته، وكل من هؤلاء يمثل الطرف الأضعف في سيناريو حياته ويلعب راضيا دور الضحية.

أما الشخص الذي ينتظر من الآخرين عطاءً بلا حدود، ويرى أنه لابد أن يأمر فيطاع ولا يرضى بسهولة عن أي شيء، كما أن غضبه سهل وسريع ويحتاج إلى اعتذارا وراء اعتذار كي يرضى فهذا يعيش دور الجاني.

قد يكون هذا الشخص أبا متسلطا يثير الرعب في أوصال أولاده ، او امرأة متجبرة ترى نفسها ملكة جمال الكون ، وهذه الشخصية تمثل دور الجاني في سيناريو حياته.

وهناك الشخص الطيب الحكيم الذي لا يشغله سوى مساعدة الآخرين مهما كلفه الأمر ، يقوم دائما بالنصح والإرشاد وتقديم الحلول والاجابة على الأسئلة، تجده دائما ما يقوم بإلقاء أطواق النجاة للجميع، هو دائما المخلص الذي يستمع ويفهم الجميع ويحول دون وقوع الأذى.

قد يكون هذا الشخص صديقًا عزيزًا او مديرًا ملهمًا وربما حتى جارا عاقلًا جل ما يهمه هو إصلاح أحوال الجميع وهذا يلعب في سيناريو حياته دور المُنقذ.

والسؤال المطروح دائما هنا هو كم الضحايا والجناه الذين واجهتهم في حياتك؟

والسؤال الأكثر أهمية هو أي الادوار التي تلعبها أنت الان في سيناريو علاقتك بأقرب الناس إليك فهل أنت الضحية أم المنقذ ..أم الجاني؟