قد لا يخفى علينا بأن نهضة أي أمة وسيادتها قائمة على تعظيمها للعلم وإعطاءه قيمة في تسير شؤون حياة أفرادها، لذلك الحضارات تقوم على العلم وتبنى عليه وتتطور بسببه، وإذا تراجعت أي أمة وسقطت فذلك حتما بسبب تخليها عن أهل العلم والاختصاص.
أعمل شخصيا على تطبيق هذه المقولة: "ادفع ولا تبال" أي إذا كنت تملك ثمن كتاب ما وأنت بحاجة إليه ومحتار بين اختيارين، فأجعل ضمن أولوياتك ما يرفع من عقلك، والعجيب أن الكثير من أولئك الذين يدفعون أموال باهضه لأجل الكماليات هم أنفسهم عندما يتعلق الأمر بكل ما هو علم ومعرفة يترددون مرات وكرات، وهنا قد تذكرت ما قاله الجاحظ في كتابه "الحيوان:" من لم تكن نفقته التي تخرج في الكتب ألذ عنده من عشق القيان أي يقصد الجارية هنا، فهو لم يبلغ في العلم مبلغا رضيا."
أخر كتاب اشتريته كان الشهر الماضي تحت اسم "المرأة جسد وروح" لدكتور جورج حنا، أقل ما يقال عن الكتاب أنه قيم الى أبعد الحدود فهو يتناول بعض المعارف العلمية التي تختص بشؤون المرأة من الزواج الى الأمومة الى أن تصبح في الخمسينات من عمرها كمرشد لها في تذكيرها عن حقوقها وواجباتها كإمرأة.
وأمر أخر لا يقل منفعة عن رفع وعي الفرد ألا وهي مجالس العلم التي تعد من أعظم المجالس في الأرض، ولو خرجت من بيتك تبحث عن مجالس أهل العلم والعلماء، فإن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم إرضاء لك، من بين هذه المجالس الحضور للملتقيات الثقافية والنوادي التعليمية كلها تصب بدون شك في تعظيم للعلم.
وماذا عنك، هل تطبق مثلي مقولة " في العلم ادفع ولا تبال" أو تنتهج طرق أخرى غير الإنفاق؟ ومتى أخر كتاب اشتريت؟
التعليقات