مُفتعل المشاكل محبوبًا دومًا! لماذا نتعاطف مع الشخصية المجرمة في الرواية؟


التعليقات

بالتأكيد توجد العديد من الشخصيات الشريرة التي ننجذب إليها في الأعمال الفنية بشكل عام. والحق يقال أن الأمر ليس مقتصرًا على هذه النوعية من الشخصيات فقط، فأنا أختلف معك قليلًا في التوصيف. الأمر لا يعتمد على مبدأ محدود، وإنما يعتمد على تصوّر أكثر عمقٍ بشكلٍ ما. لشرح وجهة نظري، أطرح فكرة طرحها للمرة الأولى في رأسي د. أحمد خالد توفيق في أحد المقالات، حيث كان يناقش فكرة مماثلة حول المعضلة المثيرة للتساؤل في مجلّة ميكي الشهيرة، فعلى الرغم من أن المجلّة باسم ميكي، وهو بطلها الأول بالطبع، فإن الشخصية الأشهر والمحبوبة بشكل أوسع والتي تحتل الكم الأكبر من القصص هي بطوط.

قارن الكاتب فيما بين الشخصيتين، لنجد ميكي شخصًا مهذّبًا، ذكيًا، لامعًا، يتصرّف دائمًا بالشكل الصحيح ويكتشف جرائم عصابة القناع على الدوام. أمّا بطوط، فهو شخص كسول يعتمد دائمًا على من حوله، ودائمًا يتورّط في المشكلات. وخرج بنا الكاتب باستنتاج انجذاب القارئ دائمًا إلى الشخصية الأسوأ حظًّا، أو ذات التصرّفات التي تثير الجدل دائمًا، لأنها تكوّو تصوّرًا واقعيًا يمس عاطفة المستقبِل.

لم أحب يوما الشخصية الشريرة في الأفلام والروايات، ولكن بسبب اهتمامي بعلم الاجتماع كنت أبحث في بعض الظواهر المتعلقة بالأمر، وقد دفعني الأمر لطرح سؤال على كيورا فيما معناه أنه لماذا تميل الفتيات للإعجاب بالشخص السيء، وكانت الردود في مجملها تشير إلى أن السبب هو الشخصية التي ينم رسمها في السينما غالبا، مثل السمات المذكورة في المساهمة والتي لا تمت للواقعةبصلة، فالشخصية الشريرة في الحقيقة ليست محبوبة على الإطلاق، ولكن ما يحدث في السينما أو الروايات هو جعل الشرير محبوب بما يخالف الواقع كعامل جذب للمشاهد، إذا الأمر لا بتعدى كونه عامل إثارة وتشويق ليس إلا.

أما على المستوى الشخصي فما يعجبني هو الشخصية الجيدة خاصة إذا كانت ذكية وجريئة واجتماعية.

وأنتم من هي شخصيتكم الشريرة المفضلة؟ وما هي العوامل التي جذبتكم لها؟

ذكرتني بمسلسل الطفولة الذي كنا نحبه وهو روبن هود، حيث روبن هود يتمتع بصفات الجمال الشكلية، والأخلاقية أيضا، ويحب الدفاع عن الغير، ولكنه مع الأسف سارق ولص كبير!

وإذا قلت ما هي أسباب حبي وتعاطفي مع روبن هود، فهو كونه يفكر في الفقراء، ويحاول أن يسرق من أجل إطعامهم، وبهذا نحن نتعاطف مع شخصيته، متناسين أن السرقة من الأغنياء ليست حق له، وليست وسيلة صحيحة من أجل حل مشكلة الفقراء.

لم أحب يوما أي شخصية شريرة في أي عمل درامي أو روائي.

ربما أعجبت بالأداء وبأن الشر أضفى روحا للرواية أو العمل ولكن لم أحب الشرير أبدا..

من وجهة نظري (وقراءة ومشاهدة الاعمال حول ذلك) اكتشفت صياغة "خاطئة" لشخصية الشرير (وغيره من الشخصيات لكن ليس محور النقاش) م نبينها انه ذو اصل طيب وماضي مؤلم حوله الى ان يصبح عنيف وشرير، وهذا محض كذب وهراء! لان الشر بذرة تنمو فقط بالافعال الاجرامية والشريرة، ثم ينعكس ذلك على كل شيء فيه من صفات ظاهرية وداخلية.

يمكنك ان تقرا تاريخ الشخصيات الاجرامية والشريرة الواقعية التي كتبها التاريخ، ولن تلحظ اي ماضي عاطفي وانما ماضي مليء بالاجرام المتدرج من (سرقة بيضة) الى (سرقة بنك)

كثيرًا ما أجد نفسي منجذبة نحو الشخصيات الشريرة بمجرد عرض قصة حياتها أو طفولتها أو ما أدّى بها إلى أن تصبح شريرة!

فأنا أؤمن بعدم وجود الشر المُطلق وأن الشرير وإن بان شريرًا إلا أنّ بداخله بذرة خير أكيدة.

ففي مسلسل Manhunt الذي يعرض قصة حقيقية لأحد المجرمين -لا أريد حرقها- لكّني وجدت نفسي أتعاطف معه ومع الظروف التي آلت به لفعلته الشنعاء.

هل تتحدثين عن الشخصيات الشريرة في روايات شكسبير أم بشكلٍ عام؟ بالنسبة لي لا أميل إلى هذه الشخصية الشريرة، إلا إذا كانت بطلة الرواية، وكانت شريرة بشكل مؤقت نتيجة للضغط المجتمعي والظروف التي مرت بها، أجدني دائما أحب الشخصيات الطيبة ولا أتعاطف مع الشريرة وإن كانت حسنة المظهر ودائمة المزاح

هي تقصد بشكل عام، ولا تحصر الموضوع بشخصيات روايات شكسبير.


كتب وروايات

مُجتمع متخصص لمناقشة وتبادل الكتب (غير المتعلقة بالبرمجة والتقنية بشكل مباشر) والروايات العربية وغير العربية والمواضيع والأخبار المتعلقة بها.

77.9 ألف متابع