باختلاف الأنواع الأدبية التي يكتب فيه كًتاب المحتوى والرسائل المشفرة التي يردون إيصالها للقارئ قد نجدهم يتقاطعون في تناول بعض المواضيع التي تشغلهم، قد يتحدثون عن نفس الفكرة، لكن بأسلوب طرح مختلفة وزوايا متعددة، وأحيانًا قد نجد القًراء أنفسهم يميلون الى كاتب على حساب الأخر.
مؤخرًا كُنت قد قرأتُ مقولة للكاتب المصري عباس محمود العقاد حيث يقول: "الكتاب الذي لا يجد فيه أحد ما يخالفه غير حقيقي بأن يقرأ".
بعد قراءتي الأولى لما قاله الكاتب الكبير العقاد، علمت بأن النقد المقدم للمحتوى الكتاب بغض النظر عن الشوائب والزلات الموجودة فيه، إذا كان نقدا بناءً فهذا إضافة كبيرة للكاتب كون أفكاره أصبحت محل اهتمام لتناقش، والكاتب العظيم هو من يضع تقييمًا لذاته ويستفيد من ذلك النقد.
لكن بعد قراءتي الثانية للمقولة لا أظن العقاد حاول أن يظهر لنا الفائدة من النقد، لو قمت مثلا بجلب مشكلة اجتماعية وكلنا نجتمع باختلاف مستوانا المعرفي أنها فيروسا يهدد المجتمع، مثلا: عمالة الأطفال، التسرب المدرسي، وألفت كتابا حول أحد هذه المواضيع، هل هنا كتابي غير حقيقي بأن يقرأ كونه لا يوجد أحد يخالفني في الموضوع؟
لكن مقصوده الذي فهمته من المقولة، أن مهما كان الموضوع يتفق حوله الأغلبية، إلا أن الأسلوب قد يخلق الاختلاف، فإما قد يحدث انزلاقًا عن الفكرة الرئيسية، وإما تتجدر تلك الفكرة بأدلة إقناعية، لذلك قد نتفق حول الفكرة، لكن براهينك سطحية ولم أقتنع بها وهنا يحدث الخلاف، وكل خلاف واعي يثمر بنتائج، فهو حقيقي بأن يُقرأ.
وأنت، هل مع أم ضد مقولة الكاتب عباس محمود العقاد ؟ ولماذا ؟
التعليقات