الناجحون وقوّة التأثير... (قراءة في كتاب رمز الاختصار كوجهة نظر قاصرة لعالم ريادة الأعمال)

ما تقولينه حقيقة فعلية عفاف ولستُ أختلف معكِ فيها بل أنني أمارس ذات ما تعتقدين، ولكن لا يمكننا إنكار أنّ هنالك من يتبع الناس أخبارهم وطريقتهم ويُعتبر أيّ كتاب يكتبونه أو منشور ينشرونه أو فيديو يكونون فيه علامة نجاح وإلا لما أُطلِقت عليهم كلمة (مؤثرين)

مثل هؤلاء يقتاتون على تقصّي الناس لأخبارهم وبحثهم عنهم، لحتى ادركت الشركات الكبرى قوّتهم واستخدمتهم واجهة لمنتجاتها، هذه حقيقة لا يجب أن نغفلها.

ولكن لا يجب أن نغفل أيضاً أن قوّة بعض المؤثّرين قد تتسبب بكوارث في سلوكيات المقلدين لهم المؤمنين بنجاحهم، وهو ما أحاول تسليط الضوء عليه ونقاشه،

إيناس الجميع يتسحقون أن نسمع ونتأثر بهم، ناجحون كانوا أم لا

النجاح ليس شرطا أن يقاس بالملايين، أو بالشهرة، النجاح يقاس بالانجازات والإضافات التي حققها الشخص بمجاله، لكن أن نسمع ونتأثر بالجميع هذا ما جدواه، ماذا أستفيد إن كان الشخص لم يحقق إنجازا معينا أو نجاحا واحدا بحياته، أعلم أن لكل منا تجاربه ولكن كوني شخص أبحث عن خبرة اكتسبها من الآخرين فسيكون من الأفضل أن اكتسبها من شخص حاول وفشل ثم حاول ونجح على عكس حاول وفشل ثم استسلم.

فقد جاء بي لقراءة هذا المقال كلمات حوارك الممتع المدهش مع الأستاذ عبد الرحمن المقدم في عنوانه " أفتقد ما كان يوما لي "وقدرتك واصرارك علي وضعه علي عتبات طريق العودة للكتابه بعد فك أغلاله النفسية،وتابعته في المقال الذي كنت أتلهف ابداعه فيه فوجدته أكثر ابداعا في التعبير عن ذاته 

أنتَ تفاجئني!!! لم أكن أظن الأمر يجري بهذا الشكل، ببساطة شعرت بالغيرة على الكلمات، وأدركتُ شخصاً عاشقاً لها لكنه يخشاها، فحاولت إقناعه أننا والكلمات نسيج واحد إن تركنا لأنفسنا العنان ولم نخشى الخوض في غمار التجربة.

عذرا للإطالة وختاما أقول بخصوص كتابات التجارب الذاتية لرواد التنمية أن النجاح في عمل ما لا يعني بالضرورة نجاح فكرة الحكي عن تجربة النجاح بل قد يكون الفارق شاسع بينهما ، وقد يكون الأكثر تأثيرا في الكتابة ، هم الأكثر فشلا في مشاريع الثراء 

لست إطالة أبداً.. بالعكس الحديث الصادق يلج القلب والفكر معاً، وهو وسيلة جميلة لندرك الآخر وإن لم نعرفه.

رغم أنّ لي عليك عتب، أنت تواصل العبارات دون تقطيع.. فلا تمنحني فرصة للتنفس فكأنني أسابق الكلمات.

نعم، تستخدم أدوات الفصل والوصل، لكنها تأتي تباعاً على نفس السطر في امتداد يجعل العبارات تتزاحم ولو تركت للسطور متسعها لكان أكثر براحاً .. (لكن هذا لا يمنع أبداً أن لديك أسلوباً رفيعاً، ونقاشاً بنّاء).

جميل جداً..

وأتفق معك بأنّ تجارب الآخرين قد تكون خريطة لنا للمعرفةوالاستشهاد والتعلّم أيضاً، وبانها مرهونة بظروفهم.

هل هنالك شخصية أثرت فيك حقاً؟؟ فإن كان نعم، فكيف كان ذلك؟ وإن كان لا، فلماذا؟

لكن على أرض الواقع. لا يملكون هذا القدر من التأثير من وجهة نظري

أختلف معك محمد، انظر لرزمة المراهقين في هذا الزمان لتعلم أنّ الشركات التجارية استطاعت أن تستفيد من شلّة المؤثرين.

لو التفت حولك ستجد شخص يقصّ شعره على طريقة كريستيانو، وآخر يرتدي ذلك البنطال الممزق ذو الخصر المنخفض البشع شكلاً ومضموناً فقط لأنّ الفنان الفلاني يرتدي نفسه، وستجد آخرون يرسمون وشوماً لا يعرفون معناها فقط لأنّ جيستين بيبير يرتديه، وآخرون تعلموا بعد العزف المطوّل على الجيتار أن يقوموا بتحطيمه من شدة الانفعال فقط لأنّ فنان الروك آند رول المحبوب يفعل ذلك..

من الواقع العملي نعلم أن المليونيرات لا يصبحون كذلك إلا بعد سن كبير، وعدد قليل منهم فقط يصبح مليونيرا في سن صغير، إذا نجاح أحدهم لا يعني بالضرورة تعميم التجربة على الجميع.

أتفق معك جداً على ذلك.

انا بطبيعتي لا أثق فيمن حقق أموال كثيرة بوقت قصير لابد وأنه فعل الكثير مما لا يستطيع أن يتحدث عنه في كتاب لذلك لا ألتفت لهذا النوع من الكتب.

هل فعلا تعتقدين أنه سيقول أسراره بالكامل!

لا أظن أن كتب السير الذاتية يراد بها تلقين الآخر طريقة النجاح بقدر ما هي طريقة تأريخلحياة شخص لا يحب أن يموت، أو لديه كلمة يريد قولها بشكل أكثر انبساطاً وبعيداً غن الأسئلة المتتالية التي يزعجهم بها الإعلاميون فلا يتركون لهم مجال لقول ها نحن بطريقتهم.

ربما أكون مخطئة، لكنني أعتقد ذلك .

لا أظن أنّ نتابع أستاذاً في مجال معين لأننا نتأثر به بقدر ما يكون الأمر متعلق بالمعرفة سمية.

وهذا النمط من المتابعة ينتهي بانتهاء الغاية منه، لكن هنالك نوع من المتابعة المحفوفة بالمخاطر حين تكون متابعة عمياء دون إدراك إيجابيات تقليد الآخر من عدمه.

التقليد الأعمى لشخص يعجبنا بغض النظر إن وافق ذلك التقليد قناعاتنا أو موروثنا أو عاداتنا، او حتى إن كنا نفهم لمَ نقوم بهذا الأمر، هل لأننا مقتنعون به أم لأنّ مَن يقوم به شخص نحبه فقط.