الكتابة و المطالعة

مرحبًا بكِ بيننا أليتا،

لا أعلم من قال لكِ بأن الكتابة والدراسة تعد مضيعة للوقت، فبرأيي هو مخطيء

أشعر بالندم على الأوقات التي لم أقرأ بها أو حتى لم أكتب بها.

عندما قيل لأرسطو : كيف تحكم على إنسان ؟ فأجاب أسأله كم كتابًا يقرأ؟ وماذا يقرأ؟، أرى بأنه كلامه صحيح وواقعي ولا غبار عليه، فتأكدي عزيزتي بأنه لا يمكن للشخص أن يتواصل أو يتحدث أو يكتب أو يشارك في أنشطة معينة، بدون القراءة.

القراءة هي إلى تأخذنا إلى عالم الكتابة وهي المدخل الرئيسي لنا نحو تعلم هذه المهارة ومهارات أخرى.

بخصوص ممارسة القراءة والكتابة أثناء الدراسة، اعتقد أن تخصيص نصف ساعة يوميًا في القراءة لن يؤثر على دراستك، بل سياعدك في تنمية العقل للغوص في الدراسة والتركيز بشكل أكبر عليها، وبعد فترة ستشعرين بأنكِ قارئة نهمة.

لِذا برأيي لو كل يوم قمتِ بتخصيص نصف ساعة قبل النوم أو في الصباح للباكر للقراءة، قد تشعرين بأنكِ أصبحت مختلفة تمامًا، بحيث تشعرين بالرضى عن نفسك، كما تثقين في قدراتك.

شغلت المُطالعة عقول الأدباء والمُفكّرين، وصنعت منهم عمالقة يُخلّدون اسمهم في التاريخ، فكانت كالمَدَد الذي يتغذّى العقل منه، فقد تجد من الأدباء من كان يمضي ليلة كاملة في المكتبة، أو عند الورّاقين يُطالِع الكتب دون كلل أو ملل، ويجوب العالم وهو جالس في مكانه يفتح الآفاق غير النّهائية في شتّى العلوم والمعارف، ويدخل في حوار مع كلّ من يقرأ له؛ إذًا فإنّ القراءة حياة. حتى نعرف الفرق بين المُطالعة والقراءة لا بُدّ من تعريف كلٍّ منهما؛ فالمُطالعة: هي أن تأخذ نظرةً سريعة في كتابٍ ما فيتكوّن لديك خلفيّة عن هذا الكتاب وتتعرّف بشكل سريع على ما يحتويه من معارف وعناوين رئيسة وفرعيّة، أمّا القراءة؛ فهي أكثر عمقًا وهي لا تعني أن تقرأ كلّ حرف في هذا أو ذاك الكتاب وإنّما أيضًا أن تقف على أفكاره مُتأمّلًا مفكّرًا أو حتى ناقدًا له، وبهذا يتشكّل شيء شبيه بالحوار والنقاش الثاني بين القارئ والكاتب، ويُصبح قادرًا على أن يمتلك ذخيرةً معرفية يستطيع من خلالها أن يكون كاتبًا مُحترفًا مستقبليًّا، ويقول فريد الدّين العطّار

المطالعة و الكتابة يغذيان العقل و تصبح لديك ثقافة عن كل شيء و هي ليست مضيعة للوقت بل كسب معلومات .و بخصوص المطالعة في وقت الدراسة يمكنكي ان تخصصي وقت للمطالعة مثلا اثناء الليل ،يمكن ان تعدي جدول لإدارة الوقت تضعين فيه الاوقات المحددة لفعل أي شيء في اليوم و هذا سيجعلكي سعيدة في يومك و سيبعدكي عن الملل و الاكتئاب

مرحباً بكِ، لا يمكن أن تكون المطالعة أو القراءة مضيعة للوقت، فبالقراءة يمكني أن تعيشي بدل الحياة الواحدة ألف حياة، مع كل كتاب تقرأيه سينفتح ذهنك على الكثير من الأحداث والثقافات والعوالم المختلفة التي لم تكوني يوماً تتصوري وجودها، كما أنها المدخل الرئيسي للكتابة.

ولكن يجب أن تحددي أهدافك بدقة، خاصةً أنكِ مازلتي تدرسين، فإن كنتِ ترغبين في دخول إحدى الكليات التي تقبل مجاميع مرتفعة، فعليكِ تخصيص وقت محدد من يومك للقراءة، يمكنكِ إعتبار هذا الوقت مكافأة عن تعبك في أوقات المذاكرة، أما إن كنتِ تودين دخول إحدى الكليات الأدبية أو التي لا تشترط مجاميع عالية، فيمكنكِ تخصيص وقت أكبر للقراءة والتمرس على الكتابة أيضاً، حددي ما تريدين بدقة لأن مرحلة الدراسة لن تعود مجدداً.

يعني هل تعتبرون الكتابة و المطالعة مضيعة للوقت ،و خاصة اثناء عام الدراسة ، اريد ان اعرف رأيكم ،شكرا

أصدقك القول أني قرأت سؤالك أكثر من مرة، تمعنت فيهما، وأنت من يجيب على ذلك؟، بمعنى أدق هل الكتابة او المطالعة بالرغم من دعم وتأييدي المطلق لهما فهما بالنسبة لي حياة وأجمل حياة، لكن استوقفتني الدراسة وأنا أسألك هل تعانين زحمة المواد وعدم كفاية الوقت للمذاكرة لهذا الحد؟ هل أنت في مرحلة تخرج أو مرحلة فرقة زاد العبء الدراسي عليك.

إذا كانت إجابتك نعم وهو ما أستشفه من كلامك، فعليك بالأولويات يا عزيزتي، هناك ما يسمى بمصفوفة الأولويات المهم وغير المهم والعاجل وغير العاجل، أربع خانات بناء عليها تستطيعين أن تديري دفة الأمور لديك.

ليسو أبدًا مضيعة للوقت

لو حاولتي الاستمرار على المطالعة والكتابة لدة ساعه يوميا، بعد شهرين ستشعرين بتحسن كبير في لغتك وثقافتك، فماذا بعد عام.؟

هذا غير صحيح يا عزيزتي، القراءة هي غداء للعقل، بها تستطيعين بناء ثقافتك وتوسيع مداركك واكتساب نظرة أكثر عقلانية لما يحدث من حولك.

أما الكتابة فتساعدك على تطوير مهارات التعبير عن نفسك وبالتالي تنمية مهارات التواصل التي ستحتاجينها بشدة في دراساتك العليا وعملك، هذا بعيدا عن أنها تستخدم كأداة من ادوات العلاج النفسي من قبل المختصين في علم النفس، واراهن أنك قد انتبهت إلى الراحة التي تشعرين بها بعد انهاء كتابة أي نص.

وبخصوص تأثير الكتابة والقراءة على الدراسة فهذا يعتمد عليك أنت وعلى حسن تنظيمك لوقتك، يمكنك تخصيص 30 دقيقة أو 60 دقيقة قبل النوم لقراءة كتاب ما، ويمكنك سحب دفترك والتدوين في وقت الفراغ، أنت لست بحاجة لقضاء يوم كامل في القراءة والكتابة.