تدرك كل شركة أنّ عليها أن تتفوق على منافسيها للحصول على حصة أكبر من الطلب الحالي في السوق، وهذا ما تفعله معظم الشركات، لكنَ المشكلة هي وجود عدد كبير جدا من الشركات الأخرى في السوق ما يجعل المنافسة في هكذا وضع صعبة للغاية، وحتى مع نجاح الشركات في المنافسة فإنّها لن تحصل إلاّ على حصة صغيرة من السوق، ما يعني هامش ربح صغير وفرص نمو أقل. عموما، الأسواق التي يسودها هذا النوع من التنافس يُطلق عليها اسم "المحيطات الحمراء".

يملك مؤلفي كتاب "استراتيجية المحيط الأزرق"، تشان كيم و رينيي ماوبورن نصيحة مثيرة للشركات لتخطي المنافسة المرهقة في المحيطات الحمراء، وتتمثل هذه النصيحة في تجنب المنافسة كليا داخل هذه الأسواق والتوجه إلى اكتشاف أسواق غير مستغلة، ويقولان بهذا الخصوص:" الطريقة الوحيدة للتغلب على المنافسة هي التوقف عن محاولة الفوز على المنافسة". 

 وبشرح أبسط لما يقصده تشان ورينيي باكتشاف أسواق جديدة والابتعاد عن المنافسة، فإنهما يقصدان اعتماد استراتيجية "المحيط الأزرق" التي تعني تقديم منتجات وخدمات جديدة في مساحات سوقية غير مستغلة من أجل الحصول على عملاء جدد واقتصاد الوقت والجهد الذي كان يضيع في المنافسة على نفس العملاء في المحيطات الحمراء. 

أفضل مثال يستحضرني على تطبيق استراتيجية المحيط الأزرق هو نموذج شركة HubSpot النشطة في مجال التسويق الداخلي، القصة هي أنّ الشركة التي تفوق قيمتها المليار دولار قامت سنة 2006 بخلق صناعة خاصة بها ثم أصبحت تسيطر عليها منذ ذلك الحين. مع العلم أنّه من خلال إطلاقها لصناعة التسويق الداخلي لم تتمكن HubSpot  من السيطرة على القطاع الذي تنشط فيه فقط بل أحدثت ثورة جذرية في عالم التسويق.

ويجب الانتباه إلى أنّ الاعتماد على إستراتيجية المحيط الأزرق لا يعني إهمال مهارات المنافسة كليا، لأنّه هناك دائما طرف ما سيسعى إلى قلب محيطك الأزرق إلى محيط أحمر.

في رأيك كيف يمكن للشركات التي تنشط في الأسواق التي تسودها منافسة عالية أن تجذب عملاء جدد وتحافظ على عملائها الفعليين ؟