أظن أن الجوائز تُمنح تبعًا لتقييم خاص أنا لا أستطيع فهمه، وكما ذكرت في مساهمة سابقة لي أن الجوائز تمنح للروايات تبعًا لأهواء المحكمين بعد فرز كل الأعمال، وموافقتها للشروط، وكثيرًا ما وجدنا الجوائز وهي تثير استهجان المتابعين للحركة الأدبية، ولقد لاحظت هذا في مجالات أخرى، خاصةً السينيما، حين ذهبت السعفة الذهبية إلى فيلم "ستاشر"، ولما شاهده الشغوفين بالمجال تسائلوا كما تتسائلين، كيف يفوز هذا الفيلم بينما هو فيلم عادي لم يأتي بشيء مهبر؟
كما أن تشجيع البوكر للروايات التي تصف الإنسان العربي، وكذا الحال مع جائزة كتارا، يقيد أقلام المبعدين بالكتابة عن الإنسان العربي بينما يبرع الكثيرين في الكتابة عن موضوعات أخرى، وسواء كانت الرواية تستحق أو لا تستحق، فأنا لن أدعي أن رواية لا تستحق جائزة طالما لم أقرأها، ولم أقارن بينها وبين باقي الروايات التي ترشحت للقائمة القصيرة، لكني أجادل بأن الأصل نفسه في منح الجوائز خطأ، واستنكرت كثيرًا أن يكون الفائز بجائزة كتارا نسخة العام الماضي كاتب رعب، لأن روايات الرعب لا تمرر قيمة فكرية أو وجدانية أو إنسانية، وإنما هو تسلسل شيق ومرعب من الأحداث، يبرع الكاتب فيها - نعم صحيح! - لكن تظل بلا هذه الفائدة التي تمنحها جائزة شارك فيها ما يتعدى الألف كاتب على مستوى الوطن العربي!.
التعليقات