:هل يستطيع المعرب (ليس المترجم)أن يفوق ببلاغتة بلاغة لغة الكاتب للنص الأصلي؟

مصطفى لطفي المنفلوطي واحد من أكثر المترجمين الذين لاقوا ذلك الصيت، ويندرج اسمه دائمًا تحت قوائم أوائل المترجين العرب العظماء في العصر الحديث. لكنني في ذلك الصدد، وبالرغم من ترجماته العظيمة ومجهوداته التي لا يمكن إنكارها في فضله على الأدب العربي المعاصر، فإنني أعترض على بعض التقنيات التي استخدمها في ترجماته، والتي تمثّل إرثًا ثقافيًا عملاقًا، لكنها أيضًا لا تعكس صورة مناسبة عن النصوص الأصلية. كانت من خصال مصطفى لطفي المنفلوطي أن يبادر بتغيير بعض التفاصيل الأصلية في النص الأصلي، وتلك هي الخطوة الوحيدة التي أعيب عليه فيها كمترجم، فعلى سبيل المثال، فقد غيّر بعض المشاهد من رواية في سبيل التاج، بالإضافة إلى مشهد النهاية، وذلك ما أعني أنه قد يؤدي إلى عدم توازن ملحوظ في النص المترجم.

المعرب القديم، ربما.

بالفعل أجاد المنفلوطي تعريب الرواية بطريقة بديعة، ولكن المعرب الحديث لا يقوم بذلك، أغلب الترجمات تكون حرفية وتعاني عجز كبير في المعاني الجميلة، قرأت العديد من الروايات الإنجليزية المعربة المشهورة، وكنت أحب القصة والأحداث، ولكني لا أحب النص أبدًا، حتى كتب التنمية البشرية، تعاني من ترجمة سيئة في بعض الحالات، لأن اهتمام دور النشر هو التسويق والمكسب، وأبعد اهتمامتها هي اللغة.

ليس كل المعربين مثل المنفلوطي محمد، ليس كل شخص يستطيع أن يوصل احساس ومشاعر الكاتب الأصلي أثناء تعريب النص أو الكتابة ولكن بالتأكيد لا أنكر دور المعربين وخاصًة أنه يهتمون بمفردات اللغة العربية وقواعدها أثناء تعريبهم لأي عمل أجنبي.

أعتقد أن المنفلوطي أعاد صياغة الرواية بأسلوب فريد.

ولكن أن يكون الأسلوب خلى من التعقيد، فلا أظن هذا.. حيث قرأت جزءًا من كتاب النظرات لمصطفى لطفي المنفلوطي

وتأكدت أن أسلوبه يعتمد على المعاني القوية والمفردات الصعبة في بعض الأحيان، وهو أمر أحبه في الأدب العربي القديم

سأحاول قراءة الشاعر بعد إنتهائي من القائمة الحالية، ولكن لم أسمع بها من قبل، أعتقد أنها لم تلق رواجًا مثل بقية كتبه الأصلية.