أعتقد أن الناس في المجمل يميلون إلى البعد عن لغة العقل المنطق، فهم لا يرغبون في بذل أي جهد للتفكير أو إعادة تقييم أفكارهم، لا أفهم كيف يمكن للناس أن يجدوا أن التفكير أمر مرهق، لكن حسب ما يقوله الكاتب آدم جرانت أستاذ علم النفس في جامعة هارفارد أن الغالبية العظمى من الأشخاص يجدون التفكير عملا مرهقا لدرجة أنهم يتجنبوه!

نحن في الغالب لدينا مجموعة من الأفكار التي نعتبرها مسلمات في حياتنا، والتي ربما لو أعدنا التفكير فيها بعقلانية وحيادية ربما نكتشف أنها خاطئة أو العكس، لكن قدرتنا على مواجهة أفكارنا الشخصية والنظر إليها من محاور أخرى ليس بالأمر الهين، بل إن هذه العملية تتطلب مرونة عقلية عالية المستوى، أي أنها تتطلب قدرة عالية على تقبل الأفكار الجديدة وتقبل فكرة أنهم كانوا مخطئين.

هناك أشخاص حرفيا بكل معنى الكلمة يخشون من التفكير أو تطوير أفكارهم، وكلما كنت أتناقش مع واحد من هؤلاء الأشخاص وأواجه بالأدلة والمصادر كان ينهي النقاش بقوله "الله أعلم" أو "ربما أنت على حق، أنا لا أعلم" وهذه ما هي الا ألية هروب من النقاش لكي لا يعترف لنفسه أنه كان على خطأ.

يقول الكاتب وغيره من علماء النفس أن الناس يشعرون بألم وهزيمة نفسية كلما شعروا أن أفكارهم ربما تكون خاطئة، الأمر الذي يدفعهم إلى رفض الفكرة الجديدة بغض النظر عن كونها صحيحة أم خاطئة، وهذا بالطبع يؤثر سلبا على حياتهم مستقبلا.

أفعالنا هي نتيجة أفكارنا، فإذا كانت أفكارنا غير صحيحة أو غير منطقية فإنها ستؤثر على كل جوانب حياتك بالسلب، جميع الأشخاص الناجحين في العالم يمتلكون من المرونة العقلية ما يمكنهم من اعادة تقييم أفكارهم وأنفسهم بشكل مستمر، الأمر الذي يجعلهم دائما مبدين وسباقين في مختلف المجالات، أما إذا ظللنا بنفس الأفكار طوال حياتنا فإن عقولنا سيصيبها الصدء الذي سيعيق عملية التفكير بشكل فعلي.

وأنت عزيزي القارئ، هل تمتلك القدرة لإعادة تقييم أفكارك مرة أخرى؟؟