القصة التي لا تكتفي بشرحها

غابرييل غارسيا ماركيز يقتل بطله من أول صفحة في القصة التي تتكون من 122 صفحة! نعم يا معشر القراء البطل الذي لم نعرفه بعد يُعلن موته من البداية أليس هذا غريباً؟

قدر معلوم لا يستطيع منعه بشر

ينطلق غابرييل برواية أحداث كبيرة، من مجيء المطران على القرية، حتى هبة الناس لتحيته وتقديم الهدايا له، تزامناً مع انطلاق خبر مقتل البطل نصار، وفي كل الطرق التي يخطوها بطلنا يواجه تحذيرات عن مقتله من قبل أخوين يدافعان عن شرف أختهما، ولكنه لا ينتبه للتحذيرات، القدر يسير بذكاء نحو خطته! نصار يعلم بأمر نية مقتله في النهاية، فيختار أمه للذهاب إليها ولكن القدر دوماً.

كاتب يعطي أملاً زائفاً لقراءه

موت متوقع ومستبعد في وقت واحد، فمازالت لعبة القدر قائمة، ولكن من يستطيع هزيمة القدر؟

عن تفاعل القارئ مع القصة

جميعنا معشر القراء حين نقرأ الكتب، نصبح في اللازمان واللامكان، لأننا نعيش الأحداث التي تجيء بالحكايات، وأنا حين قرأت هذه القصة وددت لو أدخل الرواية وأبحث عن نصار وأحذره واخبئه في مكان بعيد عن الأخوين، وهنا وجدت ميزة للكاتب وهو أن لا يحرك شخصياته فقط في زمن الرواية بل وقرائه أيضاً، هل واجهتم كاتب يشرركم في الأحداث، يوتركم؟

ماذا عن القصص التي ننتهي منها ولا تنتهي منا، هل واجهت كتاباً قلبت صفحته الأخيرة ولكنه امتد في روحك؟

هل تؤمن بأن القدر يأخذ مجراه لا محالة مهما حاول الإنسان؟