أظنُّ الآن ومع آخر أيامِ سنة الألفي وعشرين اتفقَ الجميع على أنّها السنة الأسوء

وكلّ واحدًا فينا حدث معه فيها ما لا يتوقعهُ

أو يحسبْ له الحسبان!

كُلُّ واحدًا الآن يوظّبُ بقايا فوضى هذه السنة

التي جلستْ في منتصفِ الحُلوقِ

حتى غُصِصّنا بالصروقِ

وأسعرتْ في الأَجوافِ لهيبِ الحروقِ

حُرقة الموتى الذين نُفِيوا حيث البعيد

لا يدٍ تتناولهم بإشاراتِ الوداع

لا قُبل ولا عناق إنما فقط آثار الدُّماع

حُرقة الغربة حيث لا عودة إلّا بفرجٍ من الله

حيث صاروا الأحبّة في المسافاتِ في صراع

ما بين الأشواقِ والمخاوفِ

على عوافي الأهالي

في تذبذبٍ حسراتنا في انقشاع

حُرقة الأفراح ومآتم الرثاء

حُرقة الذكريات التي لم تُكتب

في أروقةِ الجامعةِ

والذّمم التي ضعفتْ عند حوائجِها

عند تحايلِ الطلابِ في الاختبارات

حيث الأمّهات السِّباع

تحلُّ الإمتحانات واولادها في النومِ

صاروا شِباع

حيث العطاس المشبوه

بعد أن كان ردة فعل لا إرادية من الجسمِ

على تهيّجه بفعلِ البكتيريا والأغبرةِ

صارَ يعني أنّك حاملًا للوباءِ

حيث التنائي بهِ التشافي

والتداني بهِ التَشاكـي

حيث صارت الهواتف هي عصب التعليم

بعد أن كانتْ ممنوعاتٍ للتركيزِ

ومُسبباتٍ للصُّداع

حيث تطاول الرّعاع

على أشرفِ سيدٍ في كلِّ البقاع

حيث انتفاضات ومقطاعات

لننصارهُ بالدِّفاع

حيث الكوارث الطبيعية منها والبشريّة

انفجارٌ قاهرٌ في بيروت

وفي السُّودان فيضان غارت بهِ البيوت

وبراكين في الفلبين

وزلازل في تركيا راحتْ بها الأرواح والمنازل

و طاحَت الرؤوس بعدما غرّها مقادير المعالي

ونُكْست الصفوف التي باسم الله لا تُنادي

والنَّاس النَّاس صاروا في عللِهم

عللٌ مُستفحلة

فيهم أسقامٍ لا تُكتتب لها

وصفات علاجيّة مُستعجلة

منْ يُلقِ بيدهِ نحو المهلكةِ

لا نرفعُ الأكفّة له بالدعاء

و من ردّ على قدر الله بالاعتراض ِ

حتمًا لهُ تأويبًا

وعند الله حُسن اللِّقاء

فأهلاً بالألفي وواحد وعشرين

ها نحن الضّباع

أنهينا أشواطًا في الإرتياع

بالصبرِ والتثبّت من حِكمَة المنّاع

إن كنتِ بالحسنى فلا نأمَن لكِ الإنطباع

وإن شبهتِ أختكِ بالمعاضلِ

حسبنا الله لا ضرار ولا نفاع

إلّا بأمرهِ وعليهِ صدقنا التوكل

فمن غير الله يُنجيكَ من أعباء الحياةِ

اقصدُ بابهُ وأنا لعوضهِ القريبِ

في صبرٍ وطِمَاع.

R.A.T 🌿

25.December.2020 🌿

COVID_19

QUARANTINE

SUBVERSIVE٩