القراءة وإن كانت عمقاً حضارياً منذ عصور متعاقبة فقد أصبح اليوم لها طابعاً حضارياً ظاهرياً يلتف حوله الكثير من الأفراد على اختلاف اهتماماتهم ومستوى فكرهم وكذلك طباعهم وعاداتهم المتبعة في تناول الكتاب وقراءته والتطرق لموضوعه.
ولا بد أنك شعرت يوماً ما بعد أن قررت أن تقرأ كتاباً، أنك لا تستطع اكماله رغم رغبتك بإكماله، لكنه تحول إلى رفّ مكتبتك ومضى عليه الزمن.
لا علاقة لذلك إذا كنت مستجداً أم مخضرماً بالقراءة، هي عبارة عن حالة قد تنشأ بسبب ظروف أنت لم تنتبه لها وبذلك الأمر بسيط، فكل إنسان يمتلك غريزة الاطلاع والمطالعة اذا كانت حرة، أترك لكم بعض الأمور التي ساعدتني في إنهاء كتباً لم استطع إنهاءها قبل ذلك وأرجو أن تكون مفيدة لعودتك لمكتبتك وعناق تلك الكتب من جديد أو عدم ترك الكتاب الذي تقرأه الأن على الأقل.
اِختر الكتاب الذي يعبر عن اهتماماتك الحقيقية
ربما حصلت على كتاب لمجرد أنه وقع بيدك أو نصحك به شخص ووجدت القرّاء يتحدثون بدهشة عنه، لكنك لم تستطع أن تكمل قراءته، وهذا بسبب اختلافه عن من أنت! ماهيتك الداخلية التي تتوافق مع اهتمام الكتاب وطرحه، اِختر الكتاب القريب إلى قلبك وعقلك ولو وجدت الأخرين عزفوا عن قراءته ولا يشاركونك الاهتمام.
اِقتني الكتاب ورقياً إن استطعت
الكتاب الورقي يعزز استمرارك في القراءة أكثر منه الكترونياً، قرب الكلمات لعينيك وشعورك بأنك تفعل أمراً مغايراً عما تفعله معظم اليوم (استخدام الهاتف في كثير من الأنشطة). والكتاب الورقي يعطيك شعور بالأصالة الذاتية والنفسية، فيرتد لك الكثير من الدافع المعرفي لاكماله، أما إذا كان الكترونياً وجميعنا نعلم أبسط ما يحدث إن كنت تقراً كتاباً وفجأة ظهر اشعاراً من أي تطبيق آخر.
ضع نقاطاً بأقلام التحديد كي لا تنسى
أحياناً نترك الكتاب دون أن نكمله لأننا حين نعود إليه بعد أيام لنقرأه نجد نفسنا نسينا معظم ما قرأناه، لذلك أبقي قلماً بجانبك كلما مررت على فكرة أساسية، نص أدبي جميل، حدث مهم، حدده بسرعة ومن ثم أكمل القراءة.
لا تنتقل لكتاب أخر دون أن تنهي الكتاب بين يديك
اذا شعرت بالملل من الكتاب أو أنه خذل توقعاتك، حاول أن تقرأه قراءة سريعة أو أن تأخذ استراحة دون أن تذهب لكتاب أخر.
إن تركك للكتاب سيجعلك تترك أخر ببساطة حتى لو كان يقدم لك افادة مختلفة، فالفكرة في أن الانسان كسول حين يبذل مجهوداً عقلياً مقابل البدائل التي يمكن أن تلهي عقله في يومنا هذا وكذلك العادة غالبة، فإذا تركت كتاباً ربما تتشكل عندك كعادة لاحقاً.
اِقرأ حسب مزاجك مع قليل من الالتزام
لا تلزم نفسك بالكتاب بشكل جدّي، اقرأ حسب مزاجك اليومي، اذا أردت أن تقرأ إقرأ، وإذا لم ترد فلا تقرأ، إذا ألزمت نفسك بالكتاب ستشعر بأنه يلاحقك وتتركه في النهاية، لستُ مع طرق تحديد الوقت للقراءة لكن من الجيد أن تقرأ حتى لو صفحتين قبل النوم أو عندما تستيقظ لتشعر بارتباطك بالكتاب.
اِجعل الكتاب قريباً
لا تضع الكتاب في مكان بعيد عنك، مثل أن تتركه في خزانة كتبك، أو تغلق عليه الدُرج، ضعه جانب سريرك قرب وسادتك، قرب مكتبك في العمل اذا كنت تقضي وقتاً طويلاً في العمل لتقرأ منه قليلاً في الاستراحات دون أن يؤثر ذلك على انتاجيتك في العمل بالتأكيد.
بعد أن تركت لكم بعضاً من النقاط التي ساعدتني في إكمال الكتب التي لم أنهِهَا وأرجو أن تفيدكم، أوجه لكم السؤال، هل واجهت هذه المشكلة من قبل؟ ماذا كانت الأسباب؟ هل عدت لإكمال الكتاب لاحقاً؟
التعليقات