من يومين قرأت مقال عن فتاة قرأت 150 كتاب في عام واحد، أي ما يعادل قراءة كتاب واحد كل يومين! طبعًا هذا شيء جميل، وجُهد جبار برأيي ليس فقط بقراءة الـ 150 كتاب، بل الاستمرار دون ملل أو كلل في انهاء كتاب كل يومين على مدار 365 يوم، دون الانقطاع ليوم واحد، أو شعورها بالاحباط أو التسويف، وحتى أكون صادق الأمر صعب، وخصيصًا أنّها أم لطفلين وتعمل بوظيفة.
.
ولكن هناك بعض الاشياء: أعتقد بأنّ قراءة كتاب كل يومين هو أمر ليس بالسهل أو الهين، وهذا شيء مفروغ منه، ولا يختلف عليه اثنين... لكن وجب التمييز، والتفريق بين نوعين من القراءة المعروفة، وهي القراءة السريعة، والقراءة المتأنية، وانطلاقًا مما سبق يتضح أنّها اتبعت أو اعتمدت أسلوب النوع الثاني من القراءة بدون تحليل، وبدون تآني وبدون تمعن، وعلى حسب علمي هذا قد يُفقد وضع دراسة نقدية، وتحليلية لما تم قراءته.... حيث إذا طغى الكم على الكيف بطل الخشوع.
هل يُمكن قراءة كتاب كل يومين مع تحليل، وتمعُن؟ على ما أظن هنا يبدو الكم قد طغى على الكيف!
هل يجب أنّ تكون القراءة على حساب جوانب أخرى من اهتمامات الانسان، حتى لو كُنت قارئ شرّه؟
هل فعلا تخضع قراءتها في هذه الحالة للتحليل، والتمعن، والنقد؟ أم هذا مستحيل، وما فعلته مجرد قراءة سطحية للسطور؟
وعلى حسب علمي أنّها تنحدر من أسرة مدمنة على القراءة، ولاشك أنّ الوسط كان عاملاً مساعدًا على إدمانها على القراءة.
ما رأيكم؟
التعليقات