.... اعتقد هيغل أن اللحظة التي بدأ الثيموس يتقوى في صدور العبيد، بدؤوا يسعون لنيل الاعتراف بهم من طرف طبقة الأسياد، أي أصبح يرغبون في الكرامة والحرية، ليُصبحوا من جنس الإنسان. وقد ساعدتهم على ذلك الديانة المسيحية التي تعتبر أن البشر جميعًا سواسية، لكن هذا الاعتقاد بالمساواة لم يطبق على الأرض، لأن المسيحية تُؤثر الحياة الأخرى على هذه الحياة الدنيوية. حيث تعد أتباعها (الذين أغلبهم من العبيد -حسب فلسفة هيغل) بالجنة والحياة السعيدة في الحياة الأخرى. وتعد الأسياد الظالمين بالعذاب والشقاء. فتطلب من أتباعها (العبيد -حسب هيغل) أن يصبروا على هذه الحياة التي ستفنى عاجلًا أم آجلًا، ويؤمنوا بأن الحياة الأخرى سيجدون السعادة الأبدية والعدالة الخالدة. فظلت بذلك الديانة المسيحية مجرد أخلاق بلا تطبيق -حسب هيغل.
وعندما جاءت الديمقراطية (التي يعتقدها هيغل من مشتقات الديانة المسيحية) قامت بإنزال الله من السماء ووضعته في البرلمان، وطبقت بذلك وعود المسيحية هنا والآن، حيث قامت بثورة على الأسياد عقابًا لهم، وبحثًا عن سعادة العبيد. وهكذا طبقت المساواة بين الجميع، فقضت بذلك عن العبودية، وأصبح الجميع معترف بهم على أنهم من جنس الإنسان. فانتهى الصراع من أجل نيل الاعتراف، فأصبح الثيموس هادئًا في صدور الجميع، فانتهى التاريخ (الذي ظنه هيغل أنه انتهى في عهد الدولة البروسية، واعتقده فرانسيس أنه انتهى مع الدولة الليبرالية الديمقراطية في كتابة «نهاية التاريخ وخاتم البشر»، فلم يعد هناك أحد في صراع، لأن الجميع راض بمكانته بوصفه إنسانًا وسط اعتراف الجميع بالجميع.
التتمة من هنا: