هل جربتم يومًا أن تتعلقوا بشخص يؤذيكم… وتزدادوا تمسكًا به كلما زادت قسوته؟

ذلك ليس حبًا عاديًا، بل صورة من صور المازوخية؛ لذة غامضة في الألم، وخضوع يبدو للبعض ضعفًا، لكنه عند آخرين شكل من أشكال القوة.

فرويد رأى فيها صراعًا داخليًا بين الغرائز والذنب، ونيتشه اعتبرها قناعًا يرتديه الضعفاء حين يعجزون عن فرض إرادتهم. لكنها قد تكون أبعد من التحليل النفسي والفلسفة: إنها مرآة معتمة تكشف كيف نبحث عن المعنى حتى وسط العذاب.

فهل المازوخية مرض يستحق العلاج، أم فلسفة وجودية تمنح أصحابها معنى لا نجده في السعادة؟

وهل نحن – بشكل أو بآخر مازوخيون في علاقاتنا، في إيماننا، وحتى في صمتنا أمام من يقهرنا؟