مهما كنتَ شخصًا يريد أن يعرف ماذا يخبئ له المستقبل، لا تسلّم عقلك، وروحك، وإيمانك لشخص يقول: "أنا أعلم ما سيحدث لاحقًا."

لأن المعنى لا يأتي بحكم الماضي، ولا بحكم الأغلبية، ولا من الصورة السطحية، ولا حتى العميقة.

فالمعاني جاءت لتُسلّينا، لا لتُقيّدنا.

فالأمر أكثر تعقيدًا، وقد يدرك القارئ الواعي ما أقصده.

وأيضًا، لأُعطيك تسهيلًا بسيطًا: من يقول إن من يتصرف هكذا فمصيره هذا، ومن يتصرف بهذا الشكل فمصيره كذلك، ومن يتصف بصفات معيّنة فمصيره كالتالي... إلخ.

وأيضًا، خاصة أولئك الذين يقولون لك: "نحن علمنا أنه سيحدث هذا مع فلان"، ويقومون باستغلال توهان الذاكرة:

"أنا حكيت هذا الشيء قبل سنين، بس أنتم ما صدقتوني."

وهنا النقطة الفارقة.

واحذر هنا مئة مرة قبل أن تسلّم عقلك له؛ فهنا ستبيع إيمانك، وتُصدّق تصديقًا أعمى أنه يعلم المستقبل.

فاحذر منه.

مختصرًا: لا تُصدّق من يقول إنه علم أن هذا سيحدث، وإنه قال ذلك منذ فترة زمنية طويلة، لأن من السهل جدًا تحوير الماضي وخلق معانٍ مزيفة منه، وخلط الكثير من الزيف مع الصورة التي حدثت.

فالتلاعب لا يحدث من أرض فارغة، أو من أرض لم تُخلق بعد، بل من أرض رأتها العين، ومرّت عليها فترة زمنية طويلة، ليسهل التلاعب بها بنجاح.

وهنا تأتي "الدلائل"، والحاجة المُقرفة والمُقزّزة لإثبات: "أنا على حق وأنت على باطل"، أو "أنا صحيح وأنت مخطئ."

وكل هذا من أجل لذة السيطرة لا غير وصدقني ان هذا الوحش موجود بكل شخص__حتى انا .

---

Khadija_ija