لا بد أنك سمعت ولو مرة عن الخطايا السبع المميتة "الشهوة، الحسد، الشراهة، الكسل، الجشع، الغضب، الكبرياء." ولكن هل سمعت عن أن أصلها كان ثمانية والخطيئة الثامنة هي الحزن؟

وعلى الرغم من قدم الفكرة وتناولها العديد من الفلاسفة مثل ديوجين وغيره إلا أن أسطورة الخطايا المميتة بدأت تنتشر من الراهب إيفاجريوس بنوتيكوس في القرن السادس في رسالة كان يصف فيها الأفكار الشيطانية المغرية التي تدمر الروح وكانت رسالته موجهة إلى الرهبان ليتجنبوا تلك الخطايا.

والحزن أو الكآبة كان ضمن رسالته لأن حياة الرهبان صعبة وفيها مشقة كبيرة على النفس فمن المنطقي أن يصاب أحدهم بالحزن ولكن نظرا لضرر هذا الحزن على النفس وأن الحزن قد يدمرها كما نعلم جميعا.

ولكن مع مرور الوقت تم التعديل على الثماني خطايا وحذف الحزن وكان حذفه لطريقة سلطوية من البابا غريغوري ليعزز من سيطرته في تلك الفترة، وكثيرا من المهتمين بأصل الخطايا يعترضون على هذا التغيير وأنا منهم صراحة.

فأفكر ماذا لو لم يتم حذف الحزن؟ هل كان هذا يساعدنا في عصرنا الحالي بنسبة كبيرة ويقلل من نسب الاكتئاب أو على الأقل كان سيجعلنا نفكر فيه بطريقة مختلفة من البداية ونعترف بمدى قوة الاكتئاب علينا وكيف يكون بالفعل مميت؟ لأننا في تاريخنا البشري لو نظرنا للخطايا السبع سنجد أن التعامل معها منذ القدم بأنها مميت بالفعل وضارة ولكن الحزن والاكتئاب كان وما زال في بعض البلدان يتم التعامل معه بسخرية وكأنه شيء غير حقيقي، وأن من يمر به ما هو إلا ضعيف في كل الأحوال.