يقول نيتشه لنا الفن حتى لا تميتنا الحقيقة وفعلا فالفن هو كالدرع الحامي للإنسان من صدمات الواقع المرير فبالفن ننسج عالم بديعا بإبَرِ الخيال بعيدا عن كل الألام التي تخلفها الحقيقة القاسية فالحقيقة تقتلنا والفن يبعث فينا الروح من جديد لنحول الالم إلى إبداع فالكاتب أو الشاعر يحول ألمه إلى حروف تتراقص بين أسطر الورقة و الرسام يحول ألمه برسم لوحة عجائبية مؤثرة تنبثق منها مشاعر حادة والعازف يحول ألمه بعزف سنفونية جميلة تحمل ألحانها قصة بأكملها عن ما يجول في خاطره فالإنسان يحيا بالفن ويموت بالحقيقة.
الفن والحقيقة
أعتقد أن نيتشه هنا يشير إلى أن الحقيقة القاسية يمكن أن تكون قاتلة، وأن الفن يعيد الحياة إلى الإنسان، حيث يستخدم الكتّاب والفنانون والموسيقيون ألمهم وتحولهمه إلى أعمال فنية تعبيريةوبالتالي، يمكن أن يكون الفن وسيلة لتحويل الألم والصعوبات إلى إبداع وجمال، وبالتالي إلى تجارب إيجابية ومفرحة.
لكن حقيقة لا أؤمن بهذا الكلام، فإعادة الإمل للإنسان ليست محصورة فقط بالفن، أعتقد أن الذي يعتبر ان الموسيقى والفن وما غيره هو عودة الروح للحياة هو مجرد أوهام لا غير.
الفن وسيلة للتخفيف من وطأة الواقع القاسي. يركز النص على الفن له فعالية في تحويل الألم والتحديات إلى إبداع، حيث يرى الكتّاب والفنانون والموسيقيون فرصة للتعبير عن تجاربهم ومشاعرهم من خلال أعمالهم الفنية.
نيتشه يعتبر الحياة واقعًا صعبًا وصادقًا، وبالنسبة له الفن مهم لتلطيف صدمات الواقع وتحويلها إلى تجارب جديدة وإبداعية. الفن، بمفهومه الواسع، يعد وسيلة للهروب من القسوة والمعاناة، وفي الوقت نفسه، يمنح المبدع فرصة لفهم أعماق ذاته والتعبير عنها بطرق فريدة وإبداعية.
التعليقات