تنتشر ظاهرة مثيرة جدا للاشمئزاز وخطيرة فعليا على المستوى النفسي والأخلاقي، نرى أُسر يموت فيها الأب/ الأم الجدة/أو الجد الغني، يحزنون أمام الناس ويفرحون فرحاً عظيما من الداخل، السبب هو أن الأبناء والأحفاد اليوم يريدون الاستفادة من الميراث والتميع به في شبابهم دون انتظار أن يكمل الآباء حياتهم بالفعل والموت ثم توزيع الميراث بشكل عادي.
نحن نعلم أن الأغلبية الساحقة من الأباء لا يوزعون الميراث في حياتهم لأسباب نفسية وسلطوية، لكن لا شيء يمكن أن يبرر فعل الأبناء بأن يشعروا أباءهم بأنهم أصبحوا عبئ عليهم وأنهم حائل بين الأبناء والحياة السعيدة، ويرسلون لهم رسائل ضمنية مشفرة بأنه" ياريت ماتوا كي يفتحوا آفاق الحياة لأولادهم بما يتركون لهم من مال" لأن الأولاد ببساطة يريدون أن يعيشوا يملك أباءهم دون أي جهد وتعب أو أي محاولة لإثباتهم لأنفسهم.
يُعامل الأب أو الجد في هذه الحالة كجني أو عفريت يتمنى الجميع التخلص من وجوده، فيُعاتب بشكل غير مباشر على تأخره في الموت مع أنه مثل أقرانه يصل الى الثمانين أو التسعين، لكن يصبح العمر في حالاته يُحسب عليه بشكل مضاعف، ولا يمكنه في هذه الحالة أن يموت ولا أن يقسم ميراثه، فنسمع عبارات جد صادمة من هؤلاء مثل: الشيخ لم يعش ولم يمت" أو" " لم يعيشوا ولم يتركوا لنا الحياة لنعيش" ومنها جاءت تسميات أخرى خصوصا للجدات لانهن الأول عمرا مثل: " شيبة النار" أو " شيبة الربي" بالجزائرية كإيحاء بأن العجوز جزء من جهنم.
سؤالك لك الأن: كيف ستتعامل لو وضعت مستقبلا في هذه الحال؟ ما الذي تجهزه لتلك السنوات الصعبة خصوصا وأن الأجيال تسوء أخلاقيا أكثر فأكثر؟ ماذا عنك مع آبائك كيف تتصرف لو وجدت أخوتك يفكرون في والديك بهذه الطريقة؟
التعليقات