أسطورة حصان طروادة الشهيرة -Trojan Horse- التي يعتقد الكثيرون بأنها حدثت أثناء حصار الإغريق لمدينة طروادة -الأناضول حاليا- فبعد أن عجز الإغريق عن دخول المدينة لمدة عشر سنوات؛ صنعوا حصاناً خشبياً ضخماً أجوفا تم ملؤه بالمحاربين الإغريق، وقاموا بتقديمه كهدية وعرض سلام لأهل طروادة، حيث تظاهر بقية الجيش الإغريقي بالإنسحاب.. وبعد احتفال الطرواديون برفع الحصار، خرج الجنود الإغريق من الحصان ليلا، وفتحوا بوابات المدينة للسماح لبقية الجيش بدخولها.. وبهذه الخدعة سقطت طروادة! لا خلاف على أن الحرب خدعة، وكل شيء مباح خلالها، لكن هل يصح استخدام تلك الخدعة بميادين أخرى غير حربية؟..

فلو تأملنا وضعنا الحالي سنجد أن تلك الخدعة تحيط بنا من كل الإتجاهات تقريبا، سواء بالمجال الفكري أو الثقافي أو السياسي وطبعا التسويقي، وحتى المجال العلمي لم يسلم من ذلك!

فمثلا، نجد فيروس إلكتروني خطير يطلق عليه حصان طروادة أو"تروجان"، تم تصميمه بحيث يتسلل للأجهزة متخفيًا داخل التطبيقات والبرامج وأحيانا الرسائل التي يتم تحميلها!

حتى أن بعض العلماء قاموا باستخدام الحيلة ذاتها لصناعة بعض العقاقير، حيث تبقى الأجسام المضادة متخفية إلى أن تصل لمنطقة الإصابة، ومن ثم تنقض عليها.. ولعل ذلك هو الجانب الإيجابي الوحيد بتطبيق تلك الخدعة.

لكن أخطر إستخدام لحيلة حصان طروادة برأيي، هو ما يحدث بالمجال الفكري والثقافي؛ حيث يلجأ البعض لإخفاء أغراضه ونواياه الحقيقية داخل بعض الأفكار الرنانة التي تجذب الكثيرين لقبولها وإتباعها، ومن ثم نفاجأ بحقيقة ومكنونات تلك الفكرة التي تخرج علينا فيما بعد، والتي غالبا ما تكون مخالفة لمبادئنا ومعتقداتنا الخاصة، ولهذا تخفت منذ البداية لتتمكن من اقتحام عقولنا خلسة!

فمتى شعرتم بأنكم تعرضتم لتلك الخدعة وبأي مجال؟وكيف تتعاملون معها بعد إدراككم لذلك؟..والأهم ما هي أساليبكم الدفاعية ضد هذا النوع من الخدع الفكرية؟!