كيف للإنسان الواعي ألا يقوى على احترام نفسه وتقديرها؟ اقتباس من ديوستوفيسكي

عندما احترم الفكرة حتى وإن لم أؤمن بها، فأنا هنا أكون قد خالفت نفسي؛ أي لم أحترم ما أؤمن به.

السؤال المهم، هنا هل الفكرة التي تحترمها مبنية على تحليل منطقي ، بجانب دراستها بأبعادها المختلفة أم أنك تؤمن بها تعضبًا وتطرفًا مثلا.

عندما سُئل الشخص الذب طُعن نجيب محفوظ عن سبب جريمته ومحاولته قتل الأديب محفوظ، قال لهم بأنه كافر، قيل له وكيف عرفت بانه كافر قال من رواية أولاد حارتنا أي التي نشرها الأديب، وهنا سئل، هل قرأتها قل لهم لا! ويبدو هنا بأن عدم الإطلاع على الأفكار المختلف وقراءتها من منظور مختلف قد تجعل من الشخص غير واعي. فببساطة الشخص الواعي هو يحلل، ينقد، من ينظر للأمور بعين مختلفة، كما يقبل الرأي الآخر. هنا نقول بأنه شخص واعي يقبل أفكار الآخرين حتى لو لم يؤمن بها

مخالفة النفس لا يعني عدم احترامها...

الشخص الواعي يحترم فكره، لكنه لا يكبح تناقضة، فكيف يكبح تناقض الاخر المختلف عنه تماما في الفكر والمعتقد.

عندما يكون الان نفسه مليء بالتناقضيات وككل شيء في العالم متناقض بطبعه، فعليه أن يوقن يقينا تاما ان ما يراه في الاخر جدير بالاحترام والتقدير ايضا، ونعم عدم الايمان بالفكرة لا يعني انتهاكها أو انتهاك انفسنا بل على العكس تماما، إنها فضيلة الافكار أن تختلف مع آخرين وتحترمهم، وهي ضد التعصب والتطرف واحدادية الفكر التي هي اكثر اشحال التفيكر بدايئة، او يمكن تسميتها بما قبل التفكير أصلا.

فكرة الاحترام تتطلب تفاعلًا مع العالم من جهة، وهذا يعني كيف يتعامل الشخص مع المحيط ومع الآخرين. على سبيل المثال، عندما يتعامل الشخص بطريقة محترمة مع الآخرين ويظهر احترامهم وتقديرهم، فإن ذلك يعكس احترامه وتقديره لذاته.

ومن جهة أخرى، يعتمد الاحترام والتقدير للنفس على تصرفات الشخص الشخصية. إن الاعتناء بالنفس والعناية بصحتها ورفاهيتها وتحقيق الأهداف الشخصية والمهنية، كل هذه الأمور تساهم في بناء احترام وتقدير للذات.

بالإضافة إلى ذلك، تلعب الثقة بالنفس دورًا هامًا في احترام الذات. عندما يكون لدى الإنسان الواعي ثقة بقدراته ومواهبه، ويؤمن بأهميته وقيمته الشخصية، فإنه يميل إلى احترام نفسه وتقديرها.

لذلك، من المهم أن نتذكر أن الاحترام والتقدير للنفس هما عملية مستمرة وشخصية. يجب أن يعمل الإنسان على بناء ثقته بالنفس وتحقيق التوازن في حياته الشخصية والمهنية، وأن يتفاعل بطريقة إيجابية ومحترمة مع العالم من حوله.

بالعكس الشخص الذي يحترم نفسه لديه الثقة بنفسه ويعرف قيمته، ويكون قادراً على المواجهة والتعامل مع المشكلات بطريقة أكثر فاعلية وثقة. والأكثر يحترم الشخص الذي يقدر نفسه الآخرين ويتعامل معهم بطريقة لائقة ومحترمة.

ومخالفة النفس شئ، واحترامها شئ أخر، بل ويعتبر الاحترام الذاتي والتقدير من الأمور المهمة التي يجب على الإنسان الواعي الاهتمام بها، وذلك لأنها تمثل جزءًا أساسيًا من النمو الشخصي والتطور الذاتي.

يجب على الإنسان الواعي الاهتمام بتنمية الاحترام الذاتي والتقدير لنفسه، وذلك من خلال العمل على تحسين مهاراته وقدراته، والاستماع لرغباته واحتياجاته وتحقيقها، والتعامل مع نفسه بحب وتقدير وإيجابية، أما إذا كان يخالفها ويتنقدها فهذا أمر طبيعي بل الأكثر أنه جزء من عملية تطوير وتنمية الذات.

نعم صدق نجيب محفوظ، يجب أن نحترم جميع الأفكار مهما اختلف الناس فيها،

"وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا"

"ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة"

التنوع مطلوب وليس على الجميع أن يفكر بنفس الطريقة، لكن للأسف أغلبنا يظن أنه على صواب والآخرون على خطأ فيحاول فرض أفكاره ومعتقداته بأسلوب فظ.