كمرأة عربية في واقع مكبوت، تحديت مند صغري فكرة أن المرأة الناضجة لا تلعب وأنها يجب أن تحافظ على نمط اجتماعي موروث يحتم عليها أسلوب معين في الجلوس والكلام وحتى الضحك، مع الأسف هذا التحدي كان له نتيجة واحدة دايماً هي السخرية والاستهزاء، ومع أن الامر بدأ يتغير الأن بفضل السوشال ميديا وظهور نساء ينافسن الرجال في اللعب، لكن مع ذلك مازال الكثير من الناس يعتقدون ان لعب الكبار مضيعة للوقت، فكيف نرد على هؤلاء؟
من زاوية فلسفية، يعد اللعب من اعلى درجات الوجود فاللعب ليس مجرد نشاط للمرح والتسلية، بل هو إعادة خلق علاقة صحية مع العالم والوجود، إنه مسألة تتعلق بالتعلم والتنمية الشخصية والتفاعل الاجتماعي.
في اطار فلسفة اللعب يقول نيتشه: "نحن لا نكبر عن طريق العمل، بل عن طريق اللعب" فاللعب وسيلة للتعلم والأهم من ذلك أنه وسيلة للتفكير، توسيع آفاقنا وتطوير قدراتنا الذهنية والجسدية.. يقول المفكر الأمريكي رالف إيمرسون: "اللعب ليس مجرد تضييع الوقت، بل هو التعلم بطريقة ممتعة". يعتبر إيمرسون اللعب جزءًا أساسيًا من عملية التعلم، حيث يعزز التفكير الإبداعي والاستكشاف والتجربة، ويمنحنا نظرة أعمق في عالمنا وذواتنا.
كما يعتبر اللعب فكرة هامة وأساسية في فلسفة السعادة كما يعتقد الفيلسوف الهولندي هومو زنسنس آرتس أوسبورن، فالإنسان اللاعب homo ludens بتعبير الفيلسوف هويزينغا Huizinga قادر على خلق حياة خارجة عن المأوف، وعالم يزاوج بين الحرية المطلقة والالتزام بالقواعد لذلك يعرف اللعب بأنه ابتكار حرية بالقوانين وفيها" وهذا تفلسف.
اليوم يدعوا كل المختصين في تصميم جودة الحياة إلى تبني فلسفة اللعب باعتبار اللعب على نفس أهمية العمل والدراسة وبعض الأحيان أكثر منها دون مبالغة، لذلك نسأل: متى اخر مرة لعبت فيها بجدية وقصد؟ وما رأيك في علاقة الكبار باللعب؟ هل يتعارض برستيج المرأة وصورتها الاجتماعية مع اللعب؟ اخبرنا عن أحب الألعاب إلى قلبك وتجربتك معها؟
التعليقات