هذا السؤال يكاد تبادر لأذهاننا جميعا
أنتظر إجاباتكم .. وأفكر في كتابة مقالة عنه
هذا السؤال ذكرني بلماذا نقرأ إن كنا سننسى اصلا والذي طرح مؤخرا هنا، وهنا اريد أن أطرح عليك تساؤلات أخرى، لماذا نأكل إن كنا سنموت؟ لماذا نشرب إن كنا سنموت؟!
نحن نجتهد ونعمل لنوفر لقمة العيش.
نحن نسعى وراء احلامنا لنشعر بقيمتنا و نجد هويتنا.
نحن نعمل بجد حتى نتمكن من الاستمتاع بالرفاهية التي تقدمها لنا هذه الحياة .
نحن نشقى ونتعب لنترك ارثًا طيبًا خلفنا.
نحن نشقى ونتعب لنت ترك شيء لأطفالنا حتى يتمكنوا من عيش حياة هنيئة.
والاهم من كل ذلك نحن نجتهد ونشقى لأخرتنا.
لو ان احدا كان يعلم ميعاد موته .. و لو كان بعد عشر سنوات و ليست عشرة ايام .. فإنه لن يفعل شيء غير الانتظار .. فالإنسان حال ترقبه لشيء فإنه ينتظر .. و ينتظر فقط .. فذلك الرجل الجالس على محطة القطار منتظرا قطاره .. متصفحاً جريدته .. هو في الحقيقة لا يفعل شيء و انما ينتظر .. و الجريدة هي الوسيلة التي يحاول بها اقناع نفسه ان بإمكانه فعل شيء .. أي شيء .. و لكن الإنتظار ألم و عذاب .. و اثناء الألم نحن نتألم فقط.
الإنتظار ليس حلا بكل تأكيد .. كما أن العلم بلحظة النهاية ليس حلا .. و ليس الحل ايضا هو تلك الخدعة النفسية التي يولد بها الإنسان .. و التي تنسيه حقيقة الموت .. فليس من حقيقة اشبه بالوهم في عقول الناس من الموت .. و لكن الحل هو أن يدرك الإنسان أنه خلق لغاية و هدف .. و أن وجوده في هذه الدنيا وجود مؤقت .. و ان لحظة الموت قد اخفيت عنه حتى يمكنه العيش دون تجرع مرارة الإنتظار .. و حتى لا تمنعه تلك المرارة و ذلك الألم من تحقيق الغاية التي خلق لأجلها
تحياتي ..
ربما ادراك المرء لعمره المحدود .. هو من يجعله يتحمل أهوال الحياة وأيضا يستمتع بها في نفس الوقت
لم أختر الوجود في هذه الحياة .. بأرادتي
لذلك أتساءل كنت عن الجدوى الحقيقة من حياة مملة تفرض علينا
وتنتهي كما بدأت !
لذلك الحل الوحيد لديك ولدينا هو الاستمرار بالعيش إلى أن يحين وقت الموت. والاستمرارية لا تعني الأكل والشرب فقط بل عليك أن تعيش، البقاء على قيد الحياة يختلف تمامًا عن عيشها. لذلك نفعل ما نفعل.
ماذا تقصد بزائلة، فلو أخذنا العمل كمثال فالعمل عبادة وهو مصدر للرزق، والسعي للتعليم والمعرفة مهم والدين كرم العلماء، وفي فترة من الفترات ستكون مسؤول عن عائلتك وعليك واجبات مفروضة عليك وستحاسب عليها وبالتالي ستتعب وتجتهد لقضاء هذه الواجبات، بالنهاية الدنيا دار اختبار ولا أحد لا يشقى ويتغب وهو يجهز نفسه لاختباره حتى ينعم بالراحة الكاملة بعد ذلك. وكما يقال اعمل لدنياك كأنك ستعيش أبدا واعمل لآخرتك وكأنك ستموت غدا.
يعتمد الأمر على قدرة الإنسان على اكتشاف الحلول المتاحة. فعندما ندرك أن متوسّط أعمارنا كبشر لا يتخطّى حدٍّ معيّنٍ، وأنه لا مفرّ من النهاية الحتمية التي يعاصرها جميع الكائنات، فإننا جميعًا نتعامل مع الأمر بالكيفية نفسها، حتى وإن كان بطرقٍ مختلفةٍ. لهذا يعتمد الإنسان على المسار الحياتي الذي يساعده على الاستمتاع وإعادة اكتشاف الحياة باستمرار رغبةً في تلقّي أكبر قدرٍ من الحيوية بها قبل فوات الأوان. وتتفاوت دوافع البشر في هذا الصدد، بين من يختارون المسارات المناسبة لأنفسهم، وبين من يضلّون الطريق. لكن الوازع واحد على أيّة حال، فإذا كان الموت نهاية حتمية، فإن هذا دافع للحياة بصورة أكثر وطأة.
ستجد الإجابات على هذه الأسئلة من الذي خلق الموت والحياة ، الله عز وجل يقول (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا) وقوله : ( ليبلوكم أيكم أحسن عملا ) أي : خير عملا : ولم يقل أكثر عملا.
( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)
الجواب اذا هو انه من المفروض أن تشقى وتتعب في سبيل مرضاة الله تبتغي الدار الآخرة ،، وهكذا عملك وتعبك لن يكون على أمور زائلة (الدنيا ) ،، بل سيكون على أعمال باقية ( وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ )
والشقاء في الدنيا هو أمر لا بُدّ منه قدّره الله ( فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ) ( يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ) يأيُّها الإنسان إنك عامل إلى ربك عملا فملاقيه به خيرًا كان عملك ذلك أو شرًا
هذا سؤال فلسفي عميق وقد تناوله الكثير من الفلاسفة عبر التاريخ وخلصوا الى ان البشر يعيشون الحياة بوعي ضئيل جدا إلا القليل النادر وهؤلاء القلة النادرة هم فئة الحكماء والفلاسفة والمستنيرين بينما السواد الأعظم من البشر يعيش أسير المألوف والعادات المكتسبة والأنا الزائفة التي تتلاعب بهم ويلهثون وراء أشياء زائلة لتغذية أناهم الزائفة بينما الانسان الواعي الناضج هو من يكتفي بتحقيق للاكتفاء الذاتي ويستمتع بحياته بالإبداع والاستكشاف حتى النهاية.
كنت قد كتبت مقالة سابقة شاركت بها في مسابقة للتدوين الجماعي هنا في حسوب حول هذا الموضوع بالذات :
التعليقات