يُعد الفيلسوف الألماني نيتشه من أهم نقاد الديمقراطية كنظام للحكم، فالأخيرة لا تتجاوز كونها، في رأيه، تمكينًا للرعاع والدهماء (أسافل الناس)، وإقصاء لأصحاب الكفاءة والمواهب والحكمة، وذلك عبر ما تتيحه من آليات لخداع وتضليل عامة الناس، وإفساد ضمائرهم. كما ينتقد نيتشه المنظور الليبرالي للعدالة والمساواة، إذ لا وجود في نظره للمساواة الطبيعية بين الناس، ذلك أن الأفراد يتفاوتون في مواهبهم وقدراتهم ومستواهم الفكري ورتبهم الاجتماعية، حيث لا توجد مساواة إلا بين الأكفاء الأنداد كما يقول الفيلسوف الألماني.            

ويتجسد البديل الذي يطرحه نيتشه في الدولة الأرستقراطية القائمة على الفكر، والفن، والثقافة، وإنزال الناس منازلهم الحقة. (انظر في هذا الصدد مقال من توقيع المولدي عزديني، نُشر في مجلة تبين الصادرة عن المركز العربي للأبحاث والدراسات: العدد 38، سنة 2021). 

وبالرغم من أن نيتشه يصدر - في تفكيره- من خلفية أرستقراطية ضيقة متجاوَزة، فإنه لا يمكن استبعاد بعض جوانب نقده للمنظومة الديمقراطية بالجملة، ذلك أن النظام الديمقراطي ليس مثاليا وبلا عيوب ومثالب كما يتوهم البعض. فلئن كان يقي من نقيضه (أي الطغيان وحكم الفرد المطلق مع ما يولده ذلك من مفسدة على العمران)، غير أنه لا يضمن الكفاءة والاقتدار في الحكم بالضرورة، فلطالما أوصلت صناديق الاقتراع إلى الحكم قادة شعبويين، استغلوا آليات الديمقراطية كمطية لفرض توجهاتهم الاستبدادية وسياساتهم الفاشلة.

لمواصلة قراءة المقال، المرجو نسخ الرابط أسفله على محرك البحث (غوغل) والضغط عليه:

هل صدق نيتشه في نقده للديمقراطية الليبرالية؟ (aklmko.com)