تقول الذئاب لأشبالها: عضوا مثلي .. و هذا يكفي
والأرانب تعلم الأرانب : اهربوا مثلي .. و هذا يكفي أيضا
لكن الانسان يعلم أطفاله : فكرو مثلي و هذه جريمة !
الإخوة ستروغاتسكي
إذا كانت الذئاب نجحت في نصح أشبالها والأرانب نجحت كذلك، فولا ما علموه لأشبالهم لما تعلموا طرق الدفاع عن أنفسهم، وهكذا هو عملية التفكير هو الأداة أو السلاح الحقيقي لأي إنسان، كونه السلاح الوحيد الذي يتميز به عن باقي الكائنات الحية.
وعملية التفكير عملية معقدةيؤثر بها العديد من العوامل مثل البيئة المحيطة والثقافة والمعرفة والتجارب، قد نرى أننا جميعا نفكر ضمن إطار معين مثل التفكير الجمعي، وأحيانا يكون لدينا التفكير النقدي ولا يكون من السهل تقبل المسلمات من القواعد، لذا التفكير تحديدا لا يمكن توجيهها ليصبح نسخة من أحد بشكل كامل، بالتأكيد هناك تؤثر لكن كلما زاد وعي الفرد تمكن من التحكم في درجة هذا التأثر أو التخلي عنه كليا.
ما تعلمه الذئاب والأرانب لصغارها هو الأمر ذاته، أي الدفاع عن النفس وهو أمر تتقاسمه كل الحيوانات.
لكن عندما نأتي لعملية التفكير ومع أن البشر يتشاركون فيها في مظهرها إلا أن جوهرها يختلف من شخص لآخر.
لكن الانسان يعلم أطفاله : فكرو مثلي و هذه جريمة !
يكون الأمر جريمة حين لا يعلمهم التفكير نفسه وإنما يفرض عليهم طريقة تفكيره ورؤيته للحياة ويحرمهم من اتخاذ درب تفكير خاص بهم.
مثلا يفرض الأب على أطفاله تبني نهج معين أو دين معين أو الاعتقاد بفكرة ما وهكذا ...
التعليقات