صديقتي السابقة كانت تربي قطة ، وكانت في كل مرة بعد مرور موسم تزواج القطط وحمل قطتها وولادتها تقوم ببيع الصغار أو حتى إهداءهم، في الحقيقة لم التفت قبلًا أن هذا منافٍ تمامًا للرحمة، هل يعقل أن تأخذ رضيع من إنسان وتهديه لأحدهم او تبيعه؟! وبدأت انتبه كيف أننا كبشر نفعل ذلك دون أدنى شعور بالذنب، مع أن الحيوانات تحمل نفس غرائزنا، لديهم أمومة أيضًا، فلماذا لا يتساوون معنا في تقدير تلك الأمومة وأن نحترم مشاعرهم ونقدرها، تخيلت أن الأمر وصل لهذا الحد إلى أن تفاجئت بصديقة أخرى تقوم بتعقيم قطها المنزلي، أي تقوم بجعله عاقر!، يا إلهي! إلى أي حد وصل التدني بنا أن نحرم الحيوان حتى من حقه في أن يكون ذا أطفال؟! كيف نستضعفهم بتلك الطريقة ونقرر عنهم ما يصح لنا؟!، إذا كنا لا نريد إزعاجًا وذرية كثيرة لهم يكفي أن نتركهم وشأنهم، ليسوا دمىً حتى نقرر عنهم! إنهم أرواحُ مثلنا، يشعرون كما نشعر ويتألمون كما نألم!

إلى أي حد يمكن أن يصل تجبرنا على شيء لا يملك قدرة الكلام والشكوى؟