تمر على كل إنسان منا أوقات يشعر فيها أنه أضاع الكثير من عمره في لا شيء أو حتى في أشياء غير ذات قيمة.. هذا الشعور ينتابنا عادة عندما نقطع مرحلة معينة من الحياة؛ نهاية مرحلة دراسية أو مرور عدد من السنوات في نفس الوظيفة، أو حتى الإحساس بتقدم العمر عند العبور من عقد إلى عقد وهكذا.. بالنسبة لي مررت بهذا الشعور غير مرة، وناقشته مع صديقة لي يوما ومع أختي كثيرا... منذ نحو أسبوع لاحت أمامي فرصة عمل مناسبة وقررت أن أتقدم لها، تطلب الأمر إعداد الكثير والكثير من الأوراق.. شهادات دراسية.. شهادات دورات تدريبية.. ورش عمل ..وووو .. وأخيرا ورقة تتضمن كافة إنجازاتي أو أهمها خلال مسيرتي المهنية. استغرق جمعي لكل هذه الأوراق وقتا طويلا، وجهدا كبيرا وشعورا بالملل أيضا... ثم ورقة الإنجازات تلك استلزمت مني هي الأخرى اعتصارا لذهني حتى أتذكر أعمالي المهمة في السنوات السابقة، فإذا بها ثلاث ورقات ممتلئة لا ورقة واحدة.. وأخيرا أكملت ملفا كبيرا اعتبرته سجل إنجازاتي في السنوات السابقة.. نظرت إليه وشعرت داخلي برضا غريب لم أشعر به من قبل؛ لأنني وأصدقكم القول لم أشعر يوما بأهمية أي شيء مما أعمل، بل كنت دائما أشعر أنني أضيع وقتي فيما لا طائل من ورائه.. ولكن هذا الملف الذي أمامي يقول غير ذلك .. يقول إنني عملت بجد .. وكنت أطور نفسي باستمرار .. وهذا أمر طيب.
أحيانا لا ندرك قيمة ما حققنا ولا ما بذلنا من جهد إذا كان مبعثرا في الذاكرة أو في أوراق متناثرة هنا وهناك، ولكننا ما إن نرى جهدنا مجمعا أمامنا تتغير نظرتنا للأمر.. قد تكون فكرة تسجيل الإنجازات اليومية أمر جيد سأحاول الالتزام به في أيامي القادمة لعلي أرجع إليها كلما قسوت على نفسي واتهمتها بالتكاسل وقلة الإنجاز.
التعليقات