ربما تكون مثلي، تشتكي دومًا من عدم تذكر دروسك، تمضي الوقت الطويل في الاستذكار، دون الوصول للنتيجة المطلوبة، حيث يأكل النسيان كُل ما بذلته من جهد.

وبعيدًا عن الفصول الدراسية، من المؤكد إنك -مثلي أيضًا- تعاني من نسيان من قرأت من كتب، وعدم القدرة على استدعاء مادة سبق لك وان تعلمتها واحتفظت بها في ذاكرتك.

وقد جذبت تلك المعضلة عالم النفس الألماني «Hermann Ebbinghaus - هيرمان إبنجهاوس»، فقام بدراستها وتحليلها في محاولة من جانبه لفهم، كيف يعالج الدماغ المعلومات التي اختزنها، وكيف ينساها بشكل تدريجي، فأصبح أول من درس النسيان بشكل كمي.

وفي بداية القرن العشرين، قدّم ما يعرف بـ «Forgetting curve - منحنى النسيان»، والذي أكد فيه على ارتباط مفهوم النسيان مع مفهوم الزمن، فكلما زادت المدة الزمنية بعد التعلم، كلما زادت احتمالية النسيان.

حيث يدل المنحى على ان النسيان يكون سريعا، ثم يبدأ بالتباطؤ مع مرور الأيام، حيث يوضِّح تسارع فقدان الدماغ للمعلومات في أول 24 ساعة، وصولًا إلى الاحتفاظ بحوالي 20% منها فقط، ما لم يتم تكرارها.

وعليه، يكمن الحل في التغلب على منحنى النسيان عبر التكرار، فقد خلقت أدمغتنا ومعها النسيان، وتكرار الشيء يجعل الدماغ يدرك أنه قد يحتاج إلى هذه المعلومات، فيتعامل معها بشكل أفضل...