من منا لم يمر يوما بشعور الخذلان من أحد كان يتوقع منه المساندة في موقف ما، أو ردًا لجميل قدمه لآخر، أو حتى كلمة مواساة احتاجها بشدة في لحظة ما .. ثم فوجئ بأنه لم يجد شيئا من ذلك، وممن؟... من أناس طالما مد لهم يد العون, وكان إلى جوارهم كلما احتاجوا إليه.. هذا الشعور مؤلم حقا.. فهو لا يجرح قلبك فقط ولكنه يفقدك الثقة في قيم جميلة كالوفاء، والصداقة... بالطبع يزداد الشعور بألم الخذلان كلما كان من خذلك قريبا من قلبك، أو كنتما معا لزمن طويل.. ولكن في بعض الأحيان تكون حدة الصدمة ناتجة عن قناعات لديك عن مفهوم العطاء، أو توقعات مبالغ فيها؛ ولذلك يجب علينا أن نعيد النظر في بعض قناعاتنا حتى لا يكون ألم الخذلان- الذي ستمر به لا محالة في يوم من الأيام- كبيرا جدا.
الحب نعمة عظيمة.. والقلب القادر على العطاء قلب كريم.. لا تحزن إن أعطيت بصدق ولم تجد المقابل.. يكفيك أن كنت ذا قلب كريم، فليس الكل قادر على العطاء... بعضهم مجبولون على الأخذ فقط.
اختر من تبوح له بمكنونات قلبك بعناية؛ فليس كل من يستمع إليك مخلصا.. بعضهم يأنس بالحكايات.. وبعضهم ما أن يتركك حتى يتسامر بقصتك مع غيرك.
لا تتوقع الكثير من الناس.. ارتفاع سقف التوقعات سبب رئيسي من أسباب تنامي الشعور بالخذلان... اشعر بالامتنان لأقل عطاء, فهذا من شيم الكرام.
لا تنتظر أن ينتصر لك أحد في معاركك مع الحياة.. لكل إنسان حساباته ومصالحه.. وأنت كذلك لك حساباتك.
لا تندهش إذا تغير قلب أحدهم... فكثير من الناس يحسدون المتحابين, وكثير من الناس عقولهم في آذانهم.
لست الوحيد الذي جرح قلبه في هذا الكون.
جميل أن تلتمس الأعذار لمن تحب.. ولكن حذار أن تظل تلتمس العذر بعد العذر.. فمن يحبك بصدق لن يتركك ترهق قلبك بالتماس الأعذار كل حين بهذا الشكل.
على هذه الأرض ألوف الملايين.. خذلك منهم واحد أو اثنين .. فلا تضيق ما وسعه الله.
التعليقات