حسناً قد يبدوا العنوان مثبطاً... لا تقلق سترى بنفسك ما اقصده


في القصص الملهمة التي يكررها اصحاب التنمية البشرية ولغة الجسد، يتم التركيز على القلة القليلة من الفقراء الذين تحولوا بيوم او يومين وبمعجزة من الله الى اغنياء فاحشي الثراء... بيل غيتس وستيف جوبز ومارك زكربيرغ... ولكن يتجاهلون امرا شديد الاهمية

هؤلاء ليسوا قاعدة... في الواقع هؤلاء من يمكن وصفهم بعمجزة الحظ... اما القاعدة فهي دائما في هذا العالم، الغني يصبح اغنى... والفقير ينتظر المعجزات

الاف رجال الاعمال واصحاب الملايين، التجار، واصحاب الشركات الكبرى... هؤلاء من يستطيعون "وبكل سهولة" مضاعفة اموالهم... ليصبحوا اغنى... ومن ثم مضاعفتها من جديد... ومن جديد... ومن جديد


اما الفقراء، متوسطي الدخل، ايا كانت التسمية التي تريد اطللاقها عليهم اطلقها... هؤلاء حياتهم ليست بهذه السهولة... وخروجهم من الحفرة التي يعيشون فيها يحتاج الى معجزة... وبما ان زمن المعجزات قد انتهى عليهم ان يعملوا بجد يوازي حدوثه حدوث المعجزة

 الامر ليس سهلا... الامر ليس ببساطة ان تمتلك فكرة مميزة، او دماغا مبدعا... او قلما بارعا... الامر ليس بهذذه البساطة... هناك ملايين الاشخاص الذين يماثلونك بالبراعة... بل ويتخطونك فيها في كثير من الاحيان، ومع ذلك لا احد يصبح مليونيرا في ثانيتين

ما يتناساه الجميع هو ان العمل المستمر والسباحة عكس التيار لشهور وسنوات هي ما اخرجت اولئك الناس من فقرهم... او "الحالة المتوسطة" التي كانوا بها


بدايات القصص التي لا احد يلتفت اليها... من نجاح الفيسبوك والى انطلاق ابل ومايكروسوفت وغوغل وغيرها... تضمنت عملا لساعات طويلة متواصلة... الكثير من الغضب... الكثير من التحطيم... الكثير من الجهد... الكثير من اليأس... كل هذه الاشياء لا تذكر في القصص الملهمة المنتشرة هنا وهناك... ولكن برأيي يجب ان تذكر لوحدها دون ذكر النهاية


الحياة في هذه العالم صعبة... هناك فجوة بين الفقرء والاغنياء... وهناك فجوة بين الاغنياء انفسهم... وهناك فجوة بين هؤلاء والاكثر غنى... والفجوة تكبر كلما توجهت الى قمة الهرم

ولتتخطى الفجوة عليك العمل بجد يوازي حدوث معجزة