السلام الداخلي مصطلح يبدو عميقًا وعصي على التطبيق، كما لو كان يحتاج منا السير في طرق شاقة ومجهدة، لكن العكس تمامًا هو الصحيح ..

السلام الداخلي يعني أن تحب ذاتك، أن تتقبلها كما هي، أن تتوصل أنت وهى إلى حل للتخلص من كل المشاعر السلبية، أن تقوم بتسوية كل المشاكل والخلافات بينكما أولًا، ثم بينكما وبين العالم الخارجي، ودائمًا الحلول توجد في الأشياء البسيطة التي تقع على مقربة منا، لكننا لا نراها أو أن ضغوط الحياة وكثرة الإلتزامات والمشاغل هى من تحجبها عن الرؤية، لا يهم .. المهم هنا هو كيف تتوصل للسلام الداخلي ؟

هناك الكثير من الأشياء البسيطة والهينة للغاية، والتي بإمكانها ترك أثرًا كبيرًا في نفوسنا، والترويح عنها وتخليصها من كل الضغوط، أو على الأقل إعطاءها هدنة لتستريح قليلًا ثم تعود لأرض المعركة، قد تتناسب معك أو لا، لكن من واقع تجربتي لها، أدركت أنها رغم بساطتها؛ فعالة جدًا ..

  • اعتني بحيوان: جرب أن تتعامل مع كائنات أخرى غير البشر، صدقني شعور الإهتمام بها ورعايتها هو أفضل وسيلة تفريغ لكافة مشاعر الضيق، أنت في هذه العلاقة لست ملزمًا بأي شيء مما يلزمك به البشر، لست مضطرًا للمجاملات والنفاق، لست مضطرًا للتجمل، للتحامل على نفسك في أي شيء، أنت تهتم لأنك تريد الإهتمام حقًا، ليس خوفًا من عتاب ولوم ممل وبغيض، أو ردًا لإهتمام الآخر بك في مرحلة ما، الإهتمام نابع منك أنت دون أية ضغوطات أو تأثيرات خارجية.

تجربتي كانت من 4 سنوات ماضية، مع كلب صغير بحجم يداي، لكني لازلت أتذكره حتى الآن، رغم ضآلة حجمه إلا ان له في قلبي مساحة كبيرة جدًا، أتمنى لو تسنح لي الظروف وأعيد هذه التجربة من جديد.

  • تأمل: لن أصدع رؤوسكم بكمية الدراسات التي تثبت أهمية التأمل، وتأثيره الإيجابي على صحة الإنسان ونفسيته، لكن بإختصار شديد؛ لا أقصد التأمل أن تتخذ وضع اليوجا وتنظر إلى السماء في صمت مطبق، ولكن ما أعنيه هو أن تختلي بذاتك يوميًا، ولو نصف ساعة، أقسم لك ستكتشف الكثير والكثير بها، منذ فترة عاهدت نفسي على الإلتزام بنصف ساعة يوميًا لا أفعل فيها أي شيء، فقط أختلي بذاتي، بعيدًا عن كل الأشخاص والماديات وعن كل شيء، في البداية ظننت أني سأمل سريعًا، ولن أستمر، لكن ما حدث هو العكس تمامًا، النصف ساعة تحولت إلى ساعة .. بت أنتظرها على أحر من الجمر، هذه الساعة أفضل ما أفعله في يومي، أفكار وقرارات كثيرة أخرج بها، أحاديث كثيرة أخوضها مع نفسي، حقيقة تمنيت لو أني كنت أطبق هذه الفكرة كل الأعوام الماضية التي أهدرتها بعيدًا عن ذاتي.

  • إدعم شخصًا ما : بعيدًا عن المثالية ومقالات وكتب التنمية البشرية، لا أعرف طريقًا للهدوء النفسي والسلام الداخلي أقصر من أن تساعد شخصًا ما، لا أعني أن تساعده ماديًا بل معنويًا، أن تدعمه، أن تدفعه بكل ما أوتيت من قوة، أن تتحمل شكواه، أن تتفهم ظروفه، أن تساعده على الوقوف مجددًا، صدقني وعن تجربة هنا فقط أجد نفسي، لا تقنعني بأنك محاط بأشخاص ناجحين حياتهم رائعة ومثالية، حتمًا هناك شخص ما يبحث عن من يدعمه ويقيم روحه من جديد، فتش عن هذا الشخص وكن رفيقه إلى أن يعبر مصاعبه بسلام.

هذه الأشياء جربتها شخصيًا، وشعرت بها أن الحياة أكثر هدوءًا من ذي قبل، شاركني تجربتك في الوصول للسلام الداخلي .. بطرق قمت بتجربتها بالفعل لحياة هادئة وحالة نفسية ومزاجية مستقرة نوعًا ما ..