يبدأ المشهد بشكل مليودرامي مع "يزن" وهو منكب وجافيٍ على ركبتيه وغير قادر على النهوض وفي جسده أثار جروح وضرابات قوية تملأ ملامح وجهه البؤس والحزن ومن خلفه صديقه العزيز "لؤي" وهو يوجه مسدسه نحو مؤخرة رأس صديقه يزن، واذا وبشكل مفاجئ تملأ الشرطة المكان وتحيط به، ويبدأ رجال الشرطة بالطلب من لؤي رمي سلاحه والابتعاد عن يزن ووضع يديه خلف رأسه، يتجاهل لؤي كلام الشرطة ويقوم بتعمير سلاحه وتوجيهه مرة أخرى نحو يزن وفجاءةً ودون سابق انذار يسمع صوت طلق ناري وينصدم الجميع!!

قبل 12 ساعة ...

يستيقظ يزن من نومه حوالي الساعة الـعاشره صباحاً كعادته وفي وجهه علامات التجهم والعبس مقترنه بنظرات اليأس التي كانت تلازمه طيلة الفترة الماضية، يأخذ حماماً سريعاً ويخرج لتناول افطاره الا أنه يكتفي فقط بطبق "التوفو" طبق التحلية الخاص به على خلاف عادته وينزل لعائلته في الطابق السفلي دون تناول شيئ أخر، يقول يزن (صباح الخير!) لأفراد عائلته ويخرج دون قول أي شيئ أخر على عادته في أغلب الأحيان، يقف يزن عند الباب لبرهة واذا مقابله على الجهة الأخرى في البيت المعاكس رجل عجوز كبير في السن تبدو ملامح البؤس والعبس واضحة عليه واذا به يقول (سوف تدفع ثمن ما فعلته يوم ما، سوف تدفع الثمن بكل تأكيد!) وسبب قول العجوز ذلك ليزن أن ابنه " جوزيف " كان صديقاً ليزن وكان مشتركاً مع يزن ومتورط في العديد من أعمال الاحتيال والنصب التي كانو يمارسونها معاً، الا أنهم في مرة من المرات نصبو في عملية كبيرة على أشخاص ذو نفوذ وعلاقة بالمجرمين والمتطرفين بالمنطقة، قام اولئك الأشخاص بنصب كمين ليزن واصدقائه وقٌتل جوزيف في تلك الاشتباكات ومنذ تلك الحادثة وهو يردد هذا الكلام في وجه يزن ويحمله مسؤولية موت ابنه.

يشيح يزن بنظره نحو الأسفل ويمشي باتجاه سياراته دون الرد على العجوز بأي كلمه كعادته، يركب يزن السيارة وينتظر لبرهة، ثم يشغل السيارة وينطلق يرده اتصال على هاتفه من صديقه العزيز لؤي، يزن يرد بصوت خافت (مرحباً لؤي) لؤي: (مرحباً يا صديقي العزيز، اذاً هل نمت جيداً الأمس؟ بالنسبة لي لم أستطع النوم حتى!، اليوم يوم مجّدنا يا صديقي اليوم سوف نفتتح الكازينو الخاص بنا، أنا متحمس للغاية ماذا عنك) يزن بصوت متردد (أجل وأنا أيضاً) لؤي: (جيداذاً سوف أذهب الأن لمتابعة أخر تجهيزات حفل الافتتاح الليلي أراك لاحقاً) ويغلق الخط، يقف يزن عند احدى علامات المرور الحمراء واذا به يراغب عدداً من المتسولين والمشردين على الطريق وينظر اليهم بتمَعن، ثم يلتفت الى الناحية الأخرى واذا به يرى طفلاً ممسكاً بيدي أمه ويتبعها فيبتسم يزن ابتسامه خفيفه، تتحول الاشارة الى اللون الاخضر وينطلق يرده اتصال مرة أخرى هذه المرة من حبيبته كاسندرا يرد يزن: (أهلاً عزيزتي) كاسندرا بغضب: (أين أنت؟ ولماذا لا ترد على اتصالاتي؟ سمعت بأن المال يغير الشخص لكن ليس لهذه الدرجة؟ لماذا لا ترد علي؟!!) يصمت يزن لبرهة ويرد (كاسندرا أنا في ورطة!) كاسندرا: (أنا التي في ورطة لانني ارتبطت بك) وتغلق الهاتف في وجه يزن.

على الجانب الأخر يصل لؤي الى موقع الكازينو ويبدأ في مراجعة ترتيبات الحفل الذي سيقام مساءً ويثرثر كعادته (اسمعو اسرعو في الترتيبات فيجب أن نكون جاهزين على الموعد ولايزال أمامنا الكثير لانجازه، اليوم يوم هام في حياتي هيا اسرعوا!) واذا به يكلم نفسه ويقول أخيراً سأصبح غنياً وأعيش الحياة التي لطالما حلمت بها ، ثم يخرج هاتفه من جيبه ويكلم يزن مرة أخرى: (اذاً يا صديقي كيف الحال أنا في أشد الحماسة والتوتر في نفس الوقت ولكنه شعور رائع ماذا عنك؟) صمّت لبرهة ثم يرد يزن (هل فكرت يا لؤي يوماً بترك كل هذا؟ .. هل فكرت بعدم فعله من الأساس؟) لؤي مندهش، يزن يكمل (لقد ارتكبنا العديد من الأخطاء في حق أناس كثر من أجل ماذا؟! نحن في حاجة لتصحيح ذلك والتكفير عن خطايانا) لؤي يرد بانفعال (هل أنت منتشىً يا يزن، لابدأن التوتر هو ما يجعلك تقول ذلك اغلق الخط فلدي الكثير لانجازه وأنت تشغلني بكلامك الفارغ هذا).

يرجع يزن الى البيت حوالي وقت الغروب ويدخل لأخذ حمام والاستعداد للحفل الافتتاحي، يُطرق باب الغرفة فجأة ويفتح يزن واذا بها أمه على الباب تقول له (هل أنت بخير يا بني؟) يصمت يزن لبرهة ونظرة الحزن في عينيه ويجيب (أجل كل شيئ بخير) تبتسم والدته في وجهه وتغادر، يأخذ يزن حمامه ويخرج، يقوم بارتداء جكايت أزرق اللون أنيق على تشيرت أبيض وبنطلون جنز وجزمة أنيقه بالون البنّي القامق، ثم يلبس ساعة اليد وبعض الاكسسوارات في يديه ويقف أمام المراة بشكل أنيق وتبدو على وجهه ملامح الخوف والحزن والتعب والألم.

يأخذ يزن ورقة صغيرة وقلماً ويكتب شيئاً عليها ويضعها في جيب الجاكيت .. ثم يأخذ نفساً عميقاً وينطلق خارج البيت ويتجه نحو سيارته مباشرة ويقوم بتشغيلها والانطلاق، يرد اتصال على هاتفه من صديقته كاسندرا يرد يزن (مرحباً عزيزتي) كاسندرا: (مرحباً عزيزي أردت الاتصال للاطمئنان عليك والاعتذار عن صراخي في وجهك سابقاً .. لابد عنك مشغول جداً بالافتتاح هذه الأيام ولذلك أنت مشتت التفكير أسفه لم ألاحظ ذلك على العموم أين أنت الأن؟) يزن: (أنا في طريقي الى الكازينو) كاسندرا: (جيد وأنا أيضاً أستعد مع صديقاتي وسوف الحق بك .. نلتقي في الحفل .. أحبك) يغلق يزن الهاتف دون الرد، يتوقف ويفكر لبرهة ثم يأخذ منعطفاً سريعاً، يصل الى مكان الكازينو واذا بالجموع كبيرة عند الباب لحضور حفل الافتتاح، يركن يزن السيارة ويتوجه نحو المدخل ويسرع الحرس الذين على الباب لفتح الباب له وتحيته (مساء الخير سيدي) يدخل يزن دون الرد على أحد، الجموع كبيرة في الداخل واذا بلؤي على الجهة الأخرى يقف ويكلم كبار الشخصيات ويتودد اليهم، يرى يزن ويتجه نحوه (أين كنت؟ لماذا تأخرت؟) يزن: (أنا هنا الأن!) لؤي: (حسناً أسمع هنالك الكثير من المستثمرين والرجال المهمين في الحفل اذهب للتحدث معهم والتقرب منهم فأنت ماهر في كسب العلاقات) يزن ينظر اليه نظرات استهجان ويتوجه نحو البار (أعطيني كأسين من الشراب) بعد فترة قصيرة يتوجه يزن الى المخرج مرة أخرى يقف أمام الباب ويراغب لبرهة ثم يرى من بعيد أحد الحرس وهو يضرب رجلاً تبدو عليه ملامح الفقر والتشرد ويرميه بعيداً، يزن (توقف ما هذا الذي تفعله!) الحارس (أسف سيدي) يزن بغضب: (ما هذا الأسلوب!) الحارس: (أسف سيدي انها أوامر السيد لؤي) ينطلق يزن الى الداخل مرة أخرى ويدفع الباب بقوة ويتوجه نحو لؤي الذي يقف مع بعض ضيوف الحفل، يزن بغضب: (هل أنت من قال للحرس عن يتصرفوا على هذا النحو، انهم يسيئون التصرف مع العامة في الخارج) لؤي بغرور (وماذا في ذلك؟!) يزن غاضب، لؤي: (تعال معي!) ويسحب يزن الى احدى الغرف الخالية بالكازينو، لؤي بغضب الأن (اسمع لا تعجبني تصرفاتك مؤخراً .. ما الذي يحصل؟ ها ما الذي يحصل؟! .. هل تقوم بذلك لانك تمتلك حصة 60% من الكازينو وأنا أمتلك الحصة الأقل، هل تفعل كل ذلك لتذكرني بهذا، اسمع هذا لايغير من حقيقة أنني مشترك معك أيضاً في ملكية هذا الكازينو) يزن بغضب (أنت لا تفهم) لؤي (بل أنت الذي لا تفهم انها أهم ليلة في حياتي وأنت تحاول افسادها، اسمع دع هذه الليلة تمر على خير ولنا حديث أخر غداً) يتوجه لؤي نحو باب الغرفه للرحيل، يزن: (اسمع يا لؤي لقد قررت ترك كل هذا) لؤي بعد الصمت لبرهة (ماذا؟) يكمل يزن (نعم يا لؤي وأنا في طريقي مررت بالبنك المركزي وتنازلت عن ملكية الكازينو لصالح مؤسسة خيرية!) لؤي ليزن (هل جننت؟!، ما هذا الهراء الذي تتفوه به) يزن بكل هدوء (هذا ما حصل!) لؤي بغضب كبير ممسكاً بالياقة يزن (اسمع يا يزن لن اسمح لك بهدم ما تعبنا وبنينه، لقد تعبت كثيراً لأصل لهنا، لن أقبل بحياة الفقر مرة أخرى) يزن صامت لؤي يكمل (سوف أقتلك!! هل سمعت سوف أقتلك) يفلت يزن ياقته من بين يدي لؤي ويتوجه الى باب الغرفة وعلامات الاستهجان في وجهه، يصطدم مع كاسندرا عند الباب، كاسندرا: (عزيزي) يزن لا يرد عليها ويخرج من الغرفة.

يقف يزن بالجانب خارج الغرفة واذا بصديقته كاسندرا تلحق به مرة أخرى وهي تقول (ما هذا الذي يقوله صديقك يا يزن هل حقاً هذا ما فعلته) وتجهز بالبكاء (أسمع اذا لم تتراجع عما فعلته فلن ترى وجهي مرة أخرة) وتتوجه كاسندرا الى مخرج الكازينو وهي تبكي، ينهار يزن ويبدأ بالبكاء وملامح وجهه لا توصف من شدة الحزن والأسعى، يقوم باخراج هاتفه ويتصل بأمه: (أمي!) بصوت متقطع (لقد أرتكبت الكثير من الأخطاء .. أنا في ورطة الأن .. سامحوني) ويغلق الهاتف، الأم (يزن، يزن؟ بني! هل أنت بخير؟ يزن؟!) تقوم الأم مباشرة بتبليغ الشرطة وتدلهم على مكان الكازينو حيث يتواجد يزن.

فجأة تتبدل الأجواء وتملأ مشاعر الكأبة والحزن المكان لؤي يشاهد يزن متوجهاً الى الحديقة الخلفية بينما هو خارج من الغرفة متوجهاً الى البار (أعطيني زجاجة شراب) النادل: (حاضر سيد لؤي) يخرج يزن الى الباحة الخلفية وهو يحاول التقاط أنفاسه واذا به يتفاجئ بضربة قوية بمضرب على مؤخرة رأسه، واذا بعدد من المتطرفين يهجمون عليه ويوسعونه ضرباً مبرحاً يحاول يزن المقاومة والرد لكن دون جدوى، يسقط يزن على بطنه في الأرض واذا بأحد الأشخاص يضع سلكاً حول رقبته ويخنقه به، يحاول يزن الإفلات لكن دون جدوى ويبدأ بالانهيار، يقول أحدهم: (توقف تقضي الأوامر بأن لا نقتله) ثم يتركونه ويهربون بسرعة من المكان، يحاول يزن بعد برهة النهوض ويستند على ركبتيه واذا بصديقه لؤي من خلفه يقول: (أسف يا صديقي ولكن لا أستطيع السماح لك بفعل هذا بي) وهو يوجه مسدسه نحو مؤخرة رأس يزن، تسمع أصوات سيارات الشرطة ويمتلئ المكان بأفرادها، رجال الشرطة: (ألقي سلاحك وضع يديك خلف رأسك) ويرددون ذلك، لؤي لا يستمع اليهم ويقوم بتعمير سلاحه، واذا بيزن وملاح الحزن على وجهه يغلق عيناه ويستعد لتلقي رصاصة لؤي، وفجأة يسمع صوت طلق ناري من الجهة الأخرى وينصدم الجميع لتستقر الرصاصة في قلب يزن، يفتح يزن عينيه متفاجئاً وينظر في اتجاه مطلق الرصاصة واذا به العجوز "مايك" والد صديقه المتوفي جوزيف والسلاح ما يزال بيده، يبتسم يزن ابتسامه خفيفه ثم يسقط ميتاً.

ما رأيكم؟

هل تريدون مني تغيير النهاية؟