في عصرٍ تحوّل فيه "الانتباه" إلى سلعة اقتصادية، لم يعد السؤال: هل أنت متشتّت؟

بل: من يستفيد من تشتّتك؟

منصّات التواصل لا تبيع المحتوى، بل تبيعك أنت — أو بالأدق، تبيع انتباهك بالثواني.

كل إشعار، كل تمرير، كل تفاعل، جزء من هندسة مقصودة لجعل "التركيز" موردًا نادرًا ومُتحكمًا به خارجيًا.

لهذا، حين نتحدث عن "إدارة الانتباه الرقمي"، فنحن لا نتحدث عن نصائحٍ سلوكية مثل تقليل استخدام الهاتف، بل عن استعادة حقٍّ مسلوب:

حقّ الإنسان في أن يوجّه وعيه بإرادته، لا وفق خوارزميات مصمّمة لتوجيهه.

المسألة ليست رفاهية إنتاجية، بل مسألة سيادة عقلية.

وفي عالمٍ تحكمه إشعارات لا تنام، مقاومة التشويش ليست انسحابًا… بل شكل من أشكال الوعي.